وطنا اليوم:تجمع آلاف العمال المهاجرين في أحد الملاعب بالعاصمة القطرية الدوحة، لمشاهدة المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم التي تقام لأول مرة في الشرق الأوسط، حيث التقطوا صور “سيلفي” من المدرجات واستمتعوا بالجلوس على الأرض العشبية.
تضمنت منطقة المشجعين الخاصة التي أقيمت في المنطقة الصناعية على مشارف المدينة ملعبا به شاشة تلفزيون عملاقة، وشاشة كبيرة أخرى تم تركيبها في الخارج لحشد كبير.
أقيمت هذه المنطقة بجوار عدد من مخيمات العمال حيث يعيش مئات الآلاف من العمال ذوي الدخل المنخفض في قطر.
وقال رونالد سينيوندو، وهو أوغندي يبلغ من العمر 25 عاما، الأحد “نحن هنا الآن للاستمتاع بنتاج جهدنا وعرقنا”.
ويقيم سينيوندو في قطر منذ عامين، وعمل لساعات طويلة تحت أشعة الشمس لإنهاء بناء وتجهيزات الملاعب التي تقام فيها البطولة.
وقال “يغمرني فيض من المشاعر بما أراه الآن”.
يبلغ عدد سكان الدولة الغنية المنتجة للغاز 2.9 مليون شخص، الغالبية العظمى منهم من العمال الأجانب من مختلف المستويات بدءا من عمال البناء ذوي الدخل المنخفض إلى كبار المديرين التنفيذيين.
وتتهم جماعات حقوقية السلطات بعدم حماية العمال ذوي الدخل المنخفض، ومنهم الذين بنوا الملاعب والفنادق لاستضافة مشجعي كأس العالم، من العمل الزائد وعدم دفع الأجور والظروف المعيشية السيئة.
وتقول الحكومة إنها طبقت إصلاحات عمالية تضمنت حدا أدنى للأجور الشهرية يبلغ ألف ريال قطري، أو نحو 275 دولارا، أي أكثر مما يمكن أن يكسبه الكثيرون في أوطانهم.
تبلغ كلفة تذاكر المباراة الافتتاحية 200 دولار في المتوسط، لكن منطقة المشجعين الصناعية كانت مجانية.
وتدفق الآلاف إليها لتشجيع قطر، وعبروا عن أحزانهم بعد انتهاء مباراة الافتتاح بفوز الإكوادور بهدفين مقابل لا شيء.
وقال البعض إن هذه هي الطريقة المتاحة أمامهم لمشاهدة مباراة عن قرب خلال بطولة كأس العالم.
وقال علي جمال (26 عاما)، وهو يعمل في قطر منذ خمس سنوات، “أنا أساعد أخوتي وأخواتي في إثيوبيا من خلال تحويل الأموال، لذا فأنا أتيت إلى هنا لأن شراء التذاكر باهظ التكلفة جدا”.
وقالت ممرضة من نيبال، وهي واحدة من قلة من النساء اللواتي شاهدن المباراة، إنها لن تتمكن من مشاهدة أي مباريات أخرى بسبب نوبات عملها الطويلة في المستشفى.
وقال محمد أنصار، وهو هندي يبلغ من العمر 28 عاما ويعمل في قطر منذ وقت سابق من هذا العام، إنه تطوع مع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في اثنتين من المباريات المقبلة، لذا سيشارك في مشاهدتهما من أرض الملعب.
لكنه كان ممتنا لوجوده مع زملائه العمال الذين كانوا يشاهدون المباراة عبر شاشة، على الرغم من أن خسارة قطر كانت مخيبة للآمال.
وقال “وجود هذا الملعب المجاني يعني أنهم يفكرون أيضا في الفقراء”