الفلسطينيّة ليلي كحلوت.. أوّل قاضية مُسلمة تُقسِم الولاء على المصحف بأميركا

26 أغسطس 2022
الفلسطينيّة ليلي كحلوت.. أوّل قاضية مُسلمة تُقسِم الولاء على المصحف بأميركا

وطنا اليوم:على الرغم من انتشار ظاهرة (الإسلاموفوبيا) في الغرب المُنافِق والمُوالي لكيان الاحتلال، وعلى نحوٍ خاصٍّ في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، وعلى الرغم من محاولات الإعلام الغربيّ شيطنة العربيّ والمسلم وتصويره للرأي العّام بأنّه إرهابيًا، قاتلاً، ومُجرمًا وما إلى ذلك من صفاتٍ نمطيّةٍ سلبيةٍ، فإنّ الإصرار على تقلّد المناصب من قبل عربٍ ومُسلمين بأمريكا والقارّة العجوز بدأ يأتي بثماره، ولو بشكلٍ قليلٍ، إلّا أنّ تقلّد هذا العربيّ المسلم وذلك المسلم من أصولٍ أفريقيّةٍ أوْ عربيّةٍ هو بمثابة إنجازٍ واختراقٍ للعنصريّة المُستشريّة ضدّ العرب والمُسلمين في العالم.
وفي هذا السياق، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعيّ، مقطع فيديو ظهرت من خلاله، إحدى السيدات المحجبات وتدعى ليلى الكحلوت، وهي سيدة أمريكية من منطقة شمال كارولينا، أثناء القسم على المصحف قبل توليها مهام عملها كقاضية بالمحاكم الأمريكية.
ونجحت ليلى كحلوت وهي سيدة أمريكية من منطقة شمال كارولينا، تنحدِر من أصولٍ فلسطينيّةٍ، وتحديدًا من مدينة غزّة، بتقلد منصب أول قاضية مسلمة في محكمة العدل الخاصة بولاية أريزونا، وبعد تخرجها كلية الحقوق بولاية أريزونا الأمريكية، لتتدرج في المناصب إلى أنْ أصبحت أول قاضية مُسلمة مُحجبة بالولايات المتحدة الأمريكية.
وظهرت ليلى كحلوت، وهي تُقسم على المصحف الشريف، علمًا أنّ أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، قال إنّ الأمم تزدهر عندما يمارس الأفراد مُعتقداتهم الدينية دون تدخل من الحكومة، على حدّ تعبيره.
يأتي ذلك بالتزامن مع تعيين أول مسؤولٍ عربيٍّ ومسلمٍ يتولى رئيس بلدية بولاية متشجن الأمريكية. ويعد عبد الله حمود، أوّل أمريكيّ من أصلٍ عربيٍّ مسلمٍ يتّم انتخابه رئيسًا لبلدية أمريكية، بعد أدائه القسم رسميًا، لتولي منصب عمدة مدينة (ديربورن) بولاية ميتشيجان الأمريكية، ليكون أوّل عمدة عربيّ أمريكيّ ومسلم في المدينة، وذلك في احتفالٍ تاريخيٍّ وسط أكبر تجمع للأمريكيين العرب هناك.
وتشهد الفترة الأخيرة، تولي العديد من المسلمين مناصب عديدة بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك ضمن سياسة التنوع التي تسعى الإدارة الأمريكية في الامتثال إليها، خاصة أن الولايات المتحدة بها الكثير من المهاجرين من جنسيات ومعتقدات وديانات مختلفة.
أمّا أوّل مسلمة يتم تعيينها قاضية في الولايات المتحدة، فهي شيلا عبد السلام، الممارسة عملها منذ 1992 للآن في المحكمة العليا بنيويورك. كما تلتها في المنصب ذاته عام 2006 تشارلين مخلد الدر، القاضية في مقاطعة (وين) بولاية متشيغان. وهناك مسلم في ولاية كاليفورنيا، تم تعيينه قاضيًا قبل سنوات، وهو حليم ضانيدينا، الأسود من أصل إفريقي. كما يعتبر سهيل محمد، أول مسلم يتم تعيينه قاضيًا في المحكمة العليا بنيوجيرسي، إلّا أنّ القاضية الجديدة هي أوّل محجبة وأوّل مَنْ يؤدي قسم الولاء للمهنة والدستور ويده على نسخة من القرآن.
وكانت بريطانيا قد أعلنت في أيّار (مايو) من العام 2020 عن تعيين قاضية مسلمة محجبة. وحسب منظمة “سن ماري تشامبيرز”، فإن القاضية رافيا أرشاد، هي أول قاضية مسلمة محجبة في بريطانيا. وأرشاد كانت عضو في المنظمة القانونيّة المذكورة، والتي تأسست في عام 1999 التي تقدم استشارات قانونية، وبدأت القاضية إرشيد عملها كنائبةٍ لقاضي المقاطعة في دائرة مدلاند في وقت لاحقٍ من نفس العام.
القاضية المُسلمة: أريد أنْ يعرف شباب الجالية المسلمة ببريطانيا أنّهم يستطيعون تحقيق كلّ ما يطمحون إليه
والقاضية أرشاد خبيرة في الأمور المتعلقة بقانون الأسرة الإسلامي والشريعة الإسلامية. وفي تعليقها على قرار التعيين، قالت أرشيد إنّ صورة في أحد المحاكم تظهر فيها امرأة من خلفية إثنية مختلفة ومكتوب عليها “هل فكرتِ في أن تصبحي قاضية؟”، وتابعت: “أنا الآن قاضية”. وأضافت أنها تريد أنْ يعرف الشباب من الجالية المسلمة في بريطانيا، أنهم يستطيعون تحقيق كل ما يطمحون إليه.
وبدأت قصة رافيا منذ عمر صغير، 11 عامًا، إذ كانت تحلم بالعمل في وظيفة تعنى بالقانون منذ ذلك الوقت، فيما بدأت بالتشكيك بقدرة امرأة مسلمة من خلفية أقلية عرقية على تحقيق ذلك. وبعد أكثر من ثلاثين عامًا استطاعت القاضية المسلمة تحقيق حلمها، إذ تم تعيينها كنائب لقاضي المقاطعة في دائرة مدلاند.
وفي حديثها لصحيفة (مترو)، قالت إرشيد إنّها تطمح للتأكد من أنّ “صوت التنوع مسموع وعال وواضح”.
وعلى الرغم من المناصب التي تولتها أرشاد على مدار 17 عامًا، إلّا أنّها أكدت مواجهتها للتميز والتحيز بشكل يومي.
وتابعت أرشاد، أنّ عددا من أفراد عائلتها نصحوها بعدم ارتداء الحجاب للحصول على منحة دراسية في عام 2001، إلّا أنّها رفضت الخضوع لمثل هذا الضغط، وقالت: “قررت أنني سأرتدي الحجاب لأنّه من المهم بالنسبة لي قبول الشخص على طبيعته، وإذا كان يجب أنْ أصبح شخصًا مختلفًا لمتابعة مهنتي، فهذا ليس شيئًا أريده”.
وعلى مدار الـ15 عامًا الماضية، انضمت إرشاد إلى مكاتب القانون في سانت ماري، حيث مارست العمل على قضايا عديدة منها القوانين الخاصة بالأطفال والزواج القسري وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث (الختان).
ومن الجدير بالذكر أنّ آخر الأرقام الوطنية، تشير إلى أنّ مِنْ بين حوالي 3,210 قاضي وقاضية في إنجلترا وويلز، تمثل نسبة النساء منهم 31 بالمائة، بينما تمثل نسبة الأشخاص من الخلفيات العرقية منهم 6 بالمائة فقط