وطنا اليوم:تدفع أزمة المناخ كثيراً من الأمريكيين نحو مواجهة حقائق جديدة تماماً، إذ كشفت نتائج تحليلية جديدة عن تحول كبير ستشهده 16 مدينة أمريكية ستصبح درجات الحرارة فيها تعادل حالة الطقس المشهودة في الشرق الأوسط، بحسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 1 أغسطس/آب 2022.
ووضعت موجات الحرارة نحو ثلث سكان أمريكا أمام طقس جديد، حيث ارتفعت درجات الحرارة إلى 46 درجة مئوية في بعض مناطق السهول العظمى. وحلت على المدن درجات حرارة قياسية، من بوسطن في ولاية ماساتشوستس، حيث وصلت درجة الحرارة فيها إلى 37 درجة مئوية، وصولاً إلى بورتلاند بولاية أوريغون، حيث وصلت درجة الحرارة إلى 38.9 درجة مئوية يوم الثلاثاء 26 يوليو/تموز.
لكن الاحترار العالمي قد يُغرق عديداً من الأماكن بالولايات المتحدة في نوع من الطقس شديد الحرارة الذي كان مستحيلاً من قبل، مما سيؤدي إلى تغير المناخ على المدى الطويل إلى ظروف مناخية تعد شائعةً الآن في مناطق بعيدة تماماً جنوب البلاد، أو حتى ستكون مماثلة لمناطق تفصلها مياه المحيطات عن أراضي الولايات المتحدة.
أمريكا شبيهة بطقس الشرق الأوسط!
وتوصل تحليلٌ لاتجاهات درجات الحرارة أجرته المنظمة غير الربحية الأمريكية Climate Central، إلى أن درجات الحرارة في فصل الصيف عام 2100 لعديد من المدن الأمريكية سوف تعادل في المتوسط حالة الطقس بأماكن تبعد نحو 437 ميلاً جنوب البلاد.
حينها ستماثل درجات الحرارة في واشنطن العاصمة درجات حرارة مدينة أوستن عاصمة ولاية تكساس، بينما ستصبح بوسطن أشبه بفيلادلفيا، وسوف تعادل درجات الحرارة في مدينة بيلينغز بولاية مونتانا نظيرتها في مدينة إل باسو بولاية تكساس.
بعض المدن الأمريكية يمكن أن يتغير المناخ فيها ليصير مثل مدن في بلاد أخرى: فمثلاً لوس أنجلوس سوف تصبح مثل مدينة توكسبان المكسيكية. ويمكن أن ترتفع درجات الحرارة في بضع مدن أمريكية بدرجة غير مسبوقة مع نهاية القرن الحالي، فيمكن أن يصير الصيف في مدينة أوستن مماثلاً للمناخ الحالي في مدينة دبي، كما يمكن أن يشبه المناخ بمدينة فينيكس ما تشهده السعودية الآن، وكذلك سوف يكون المناخ في لاس فيغاس مماثلاً للمناخ بالكويت حالياً.
قال بيتر جيرارد، المتحدث باسم منظمة Climate Central البحثية التي تتكون من مجموعة من علماء المناخ وناقلي العلوم: “المخاطر الحقيقية تكمن في أن موجات الحرارة التي تعد الآن درجات حرارة قصوى عرضية سوف تبدأ في الاستمرار لأوقات أطول. موجات الحرارة من هذا النوع سوف تصير اعتيادية والمخاطر سوف تكون حاضرة بصورة أكبر. سوف يكون هناك أشخاص لم يحتاجوا من قبل إلى مكيفات هواء، يواجهون هذه الظروف. يمكن أن يتحول الوضع بسرعة من وضع غير مريح إلى وضع خطير”.
وجمع الباحثون بيانات لدرجات الحرارة بين عامي 1990 و2020؛ من أجل التوصل إلى درجات الحرارة “الاعتيادية” في يومنا الحالي، ونظروا إلى توقعات درجات الحرارة الخاصة بـ20 مدينة مختلفة للقرن الحالي وفي ظل سيناريوهات تغير مناخي مختلفة.
ويتوقع كثير من المحللين أن ارتفاع درجات الحرارة سوف يجري كبحه إلى مستوى أدنى من 3.6 درجة مئوية، بسبب زيادة استخدام الطاقة المتجددة، لكن جيرارد قال إنه حتى مستويات الاحترار الأقل سوف تتسبب في تغيرات بالظروف المناخية الاعتيادية في المدن الأمريكية.
وأضاف: “بغض النظر عن السيناريو، سوف يكون هذا تحدياً على المدى القريب في كل مكان تقريباً. إن تقليل الانبعاثات سوف يقلل ارتفاع درجات الحرارة ويعطي الحكومات والمدن مزيداً من الوقت لاتخاذ خطوات للمحافظة على سلامة الأشخاص”