وطنا اليوم:تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري بوبوف، في “موسكوفسكي كومسوموليتس”، حول لجوء وزيرة نمساوية سابقة إلى لبنان خوفا على حياتها.
وجاء في المقال: طالما سعى قاطنو الشرق الأوسط للهروب إلى أوروبا- قلعة الديمقراطية، جزيرة الرفاهية، ورمز الحياة الهادئة والشبع. ولكن، ها هي وزيرة خارجية النمسا السابقة كارين كنايسل تفر إلى لبنان، هربا من تهديدات بقتلها.
تبوأت كنايسل منصب وزيرة الخارجية النمساوية في 2017-2019. وما قد لا تعرفه الجماهير العريضة في روسيا أن الرئيس فلاديمير بوتين دُعي لحضور حفل زفافها وولفغانغ ميلينغر، سنة 2018. وحضر بوتين، ورقص مع العروس، وقدم للعروسين هديةً: سماور تولا الشهير، وعصّارة زيت قديمة، ولوحة.
وفي يونيو 2021، وصلت هدية روسيا الأهم. فقد تم ضم كنايسل إلى مجلس إدارة شركة نفط روسية (رشحتها الحكومة الروسية) كمديرة مستقلة.
ولكن، في ربيع العام الجاري، انقلبت علاقات كنايسل الجيدة مع روسيا إلى وبال عليها. فقد اعتمد البرلمان الأوروبي قرارا دعا فيه إلى إدراجها مع المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر في قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي، إذا لم يتركا منصبيهما في الشركة الروسية. استقال شرودر من مجلس الإدارة في 21 مايو، واستقالت كنايسل بعد ذلك بيومين.
وأمس الأول الثلاثاء، قالت كنايسل لصحيفة واشنطن بوست إنها هاجرت من النمسا بسبب “التهديدات بالقتل” المستمرة ضدها. لاحظ الصحفيون أنها أشارت، في حسابها على شبكة التواصل الاجتماعي، إلى لبنان كوجهة لها. في حالتها، هذا أمر مفهوم، فهي خبيرة معترف بها في الشرق الأوسط، وعاشت هناك فترة طويلة، وتعرف اللغات، وكان والدها طيارا شخصيا لملك الأردن.
وهكذا، فالشعور بأن العالم ينقلب رأساً على عقب شعور خاطئ. فلا شيء انقلب. إنما على العكس من ذلك، يظهر العالم أخيرا وجهه الحقيقي.