وطنا اليوم:هاجمت سمكة قرش مفترسة سائحتين من النمسا ورومانيا خلال السباحة في شاطئ منتجع سهل حشيش جنوب مدينة الغردقة السياحية (جنوب مصر)، ما أسفر عن مصرع السائحتين خلال نقلهما من قبل مرفق الإسعاف.
وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي للسائحتين وهما تصرخان خلال مهاجمة سمكة القرش لهما، بعد أن التهم الجزء السفلي لكل منهما، بينما لجأ المنقذون والسائحون لإصدار صرخات عالية وصفير لتشتيت انتباه القرش، مما دفعه للهروب بعد أن أدمى مياه البحر. وأسفر هجوم القرش عن وفاة كلتا السائحتين بعد انتشالهما إلى الشاطئ قبل وصول الإسعاف.
إغلاق الشواطئ
وزارة البيئة المصرية أعلنت في بيان، الأحد، أن امرأتين قتلتا جنوب مدينة الغردقة المطلة على البحر الأحمر، إثر تعرضهما لهجوم سمكة قرش أثناء ممارستهما السباحة.
وأفاد بيان الوزارة، الذي نشر على صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك”، بـ”تعرض سيدتين لهجوم من سمكة قرش أثناء ممارسة رياضة السباحة السطحية بالمنطقة المواجهة لمنتجع سهل حشيش جنوب مدينة الغردقة”.
وأضاف البيان، أن فريق العمل المتخصص بالوقوف على أسباب الحادث “يقوم باستكمال مهام عمله للتوصل بشكل دقيق لأسباب السلوكيات التي نتجت عن سمكة القرش المتسببة في الحادث تجاه الفقيدتين”.
ولم يوضح البيان جنسيتي الضحيتين، لكن قرار محافظ البحر الأحمر- جنوب شرقي البلاد- بإغلاق بعض شواطئ المنطقة التي وقع بها الحادث، وعدم ممارسة أي أنشطة بحرية بها لمدة ثلاثة أيام، أشار إلى “رصد ظهور سمكة قرش من النوع ماكو في محيط منطقة سهل حشيش… وإصابة سائحة نمساوية ببتر في الذراع اليسرى نتيجة الإصابة من سمكة القرش”.
استغاثات بالصوت والصورة
ومنذ الجمعة، يتداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي في مصر بشكل واسع، مقطع فيديو قصيراً باعتباره شريط الحادث، ويظهر فيه شخص في المياه يستغيث ومحاط ببقعة من الدماء، لكن لم يتم التحقق بشكل مستقل من حقيقة الفيديو، الذي لم يظهر هجوم القرش.
وذكر مصدر طبي بمديرية الصحة بالبحر الأحمر، لـ”رويترز”، أن إحدى السائحتين، نمساوية (68 سنة)، نقلت فور وقوع الحادث إلى أحد المستشفيات الخاصة بمنطقة سهل حشيش، وكانت هناك محاولات لإنعاشها، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة نتيجة هبوط بالدورة الدموية بسبب الجروح والنزيف. وأوضح مصدران أمنيان أن السائحة مقيمة في مصر منذ خمس سنوات مع زوجها المصري.
ليست الحادثة الأولى
وتعيش أسماك القرش في البحر الأحمر، لكنها قليلاً ما تهاجم السائحين إلا في حال تجاوز الحدود المسموح بها.
وكانت محافظة البحر الأحمر جنوب مصر أصدرت، في مايو (أيار) الماضي، قراراً بوقف جميع أنشطة الغوص المختلفة بمنطقة شعاب “الفنستون” جنوب مدينة مرسى علم أسبوعاً، بعد أن رصدت محميات البحر الأحمر ظهور قرش “التايغر” المفترس داخل المياه الإقليمية، عبر عدد من الغواصين الذين وثقوا بكاميراتهم وجوده.
وفي عام 2018، عثر على بقايا جثة سائح تشيكي على أحد شواطئ مدينة مرسى علم المطلة على البحر الأحمر، بعد أن أكد مسؤول أنه قرر السباحة في منطقة توجد فيها أسماك القرش.
وفي 2015، قتل سائح ألماني خمسيني بعد أن هاجمته سمكة قرش حين كان يسبح خلال رحلة بحرية في مدينة القصير السياحية جنوب شرقي البلاد.
وفي أواخر عام 2010، قتلت سائحة ألمانية سبعينية، وأصيب أربعة سياح روس بجروح بالغة، في ثلاث هجمات لأسماك القرش بمدينة شرم الشيخ السياحية. وقال أستاذ علوم البحار عبد الله الهواري، إن “قرش (التايغر) من الأسماك المهاجرة في أشهر الشتاء الباردة إلى المياه الدافئة، ولديه شهية لاصطياد فرائسه بالقرب من الشعاب المرجانية، مما يهدد عشاق الغوص في حال وجوده، كما أن لديه قدرة كبيرة على المطاردة”.
وأفاد مصدر مسؤول في المحميات البيئية ، رفض ذكر اسمه، بأن أول رصد لقرش “التايغر” في محافظة البحر الأحمر كان عام 2019 لأنثى من الفصيلة نفسها، وسرعان ما خرجت من المياه الإقليمية المصرية من دون أن تصيب أحداً بأذى.
حوادث القروش في مصر
وبحسب تقارير رسمية لوزارة البيئة المصرية، فإن مصر ضمن الدول الأدنى في حوادث اعتداء القروش على البشر والغواصين، ومع ذلك لم تخل السنوات الماضية من تلك الحوادث، ففي أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020 جرى تسجيل اعتداء قرش على مرشد سياحي وسائحة أوكرانية ونجلها خلال جولة سياحية عبر لانش بمنطقة رأس محمد جنوب سيناء، محدثاً إصابات بالغة فيهم، كما التهمت سمكة قرش قدم شاب مصري بالعين السخنة في يونيو (حزيران) 2016، بينما هاجم قرش سائحاً ألمانياً بمياه مرسى علم متسبباً في وفاته في مارس (آذار) عام 2015. وفي أغسطس (آب) 2018 لقي سائح تشيكي مصرعه في هجوم مفاجئ لقرش مفترس.
وذكر الغواص والباحث في علوم البحار عبد المنعم المحمدي “أن سببين وراء هجوم القرش على الإنسان، أولهما أن القرش يفشل ويخطئ أحياناً في التعرف على فريسته، فيقوم بالهجوم خطأ على الغواصين، والأخير هو استفزاز القرش من قبل الغواصين عبر الإضاءة الشديدة أو استخدام روائح نفاذة تحفز الخلايا العصبية لديه وتدفعه إلى الهجوم على من حوله”.