وطنا اليوم:ربما زرتِ مسبقاً أحد متاجر الملابس الداخلية الأشهر في العالم، فيكتوريا سيكريت (Victoria’s Secret) وانبهرتِ بغرف الملابس المزخرفة الخاصة بهم، ومن الممكن أنكِ تساءلتِ من هي بالضبط فيكتوريا وكيف أسست هذه العلامة التجارية الضخمة؟
ولكن ما يدعو للدهشة أن مَن أسس شركة الملابس الداخلية النسائية الأشهر عالمياً، لم تكن امرأة بل رجلاً كان يريد شراء بعض الملابس الداخلية لزوجته، والتي لم يكن اسمها فيكتوريا بالمناسبة. من هي فيكتوريا إذاً؟
تعرفي معنا على قصة “فيكتوريا سيكريت” والزوج الذي أسسها.
متجر ملابس داخلية نسائية “للرجال”!
ربما لن يكون لدينا فيكتوريا سيكريت لولا زوج واحد مخلص! وفقاً لمقال في صحيفة Daily Mail، في أحد الأيام في أواخر السبعينيات، خرج روي لارسون رايموند للتسوق لشراء الملابس الداخلية لزوجته “جاي”. عند دخوله أحد المتاجر، شعر رايموند بعدم الارتياح والإحراج كرجل يتجول في قسم الملابس الداخلية النسائية بسبب نظرات العاملات والزبونات اللواتي كنّ ينظرن إليه نظرات عدم الترحيب.
قال رايموند في مقابلة عام 1981 عبر قناة Fox News: “عندما حاولت شراء ملابس داخلية لزوجتي، وجدت أرففاً من الأقمشة القطنية وملابس نوم قبيحة مصنوعة من النايلون مطبوعة بالزهور بألوانٍ غير متناسقة، وكان لديّ شعور دائماً بأن بائعات المتاجر الكبرى كانت تشعر بأنني دخيل غير مرحب به”.
بعد ذلك، شرع رايموند في إنشاء مكان يمكن للرجال فيه التسوق بشكل مريح لسيداتهم، وفي الوقت نفسه يمكن للمرأة فيه أن تشعر بالقدرة على الاستمتاع بالتسوق من أجل ملابس داخلية مثيرة، مكان مناسب لكليهما للاستمتاع بالتسوق بشكل مريح.
من هي فيكتوريا إذاً؟
لم يستوحِ رايموند اسم العلامة من زوجته التي كان اسمها “جاي”، لكنه استوحى الاسم من حقبة تاريخية راقية ورومانسية. كان متجر فيكتوريا سيكريت الذي أنشأه متجراً راقياً وعصرياً للملابس الداخلية والذي صممه ليبدو وكأنه غرفة رسم على الطراز الفيكتوري، وفَرَشه بالسجاد الشرقي والخزائن العتيقة التي تعرض الملابس.
لذلك كانت “فيكتوريا” إشارة إلى العصر الفيكتوري؛ ليس للملكة نفسها أو لامرأة بعينها، ولكن للأسلوب المزخرف والرومانسي للعصر نفسه، كما صرّح رايموند لصحيفة Daily Mail. وقال رايموند عن تفاصيل تصميم المتجر: “أتذكر تفاصيل كثيرة مثل اختيارنا وتصميمنا للستائر المخملية لغرف تغيير الملابس. كما استخدمنا الكثير من الحرير والألياف الطبيعية في ملابسنا الداخلية، وكانت عالية الجودة للغاية”.
أكبر شركة ملابس داخلية في أمريكا
بحلول عام 1982، توسعت أعمال رايموند لتشمل خمسة متاجر ناجحة، وفي تلك المرحلة باع الشركة إلى ليزلي ويكسنر، مؤسس شركة The Limited لبيع الملابس بالتجزئة مقابل 2.5 مليون دولار تقريباً. تحت إدارة صاحبها الجديد، أصبحت Victoria’s Secret إمبراطورية الموضة والجمال التي وصلت إلى ذروتها في أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى عروض الأزياء التي قامت بها شركة فيكتوريا سيكريت وولادة علامة PINK التجارية والتي أصبحت أحد خطوط إنتاجها الرئيسية.
بسبب ظهور صيحات جديدة تطالب العلامات التجارية للملابس الداخلية بالالتزام بمعايير جمال أكثر واقعية في صناعة الأزياء، شهدت فيكتوريا سيكريت أو “فيكي”، كما يسميها الكثير، انخفاضاً في نسبة مشاهدة عروض الأزياء والمتسوقين في متاجرها. لكن على الرغم من ذلك، لا تزال العلامة التجارية تعتبر أكبر بائع تجزئة للملابس الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية وحتى الأشهر عالمياً، وفقاً لموقع CNN.