سدود الكرك تحت خط الجفاف.. وصيف بلا مياه ينتظر المزروعات

25 مارس 2022
سدود الكرك تحت خط الجفاف.. وصيف بلا مياه ينتظر المزروعات

وطنا اليوم:يهدد الصيف المقبل منظومة الزراعة المروية في محافظة الكرك، بأوضاع صعبة وتحديدا في مناطق الغور الجنوبي ووادي الموجب، ويضعها تحت تحد تجاوز جفافه وصف بـ”الحاد” بكميات المياه المخزنة في السدود نتيجة قلة الامطار.
وللعام الثاني على التوالي، تواجه سدود الموجب والتنور ووادي الكرك واللجون نقصاً حاداً في مستويات تخزين المياه لم تشهدها منذ سنوات عديدة سابقة.
وبحسب تصريحات سابقة لوزارة المياه والري “فان السدود الجنوبية تعاني من نقص اعتبرته “كبيرا”، في تخزين المياه”.
واوضحت الوزارة أن مخزون سدود المملكة الكلي بلغ (85) مليون و660 الف متر مكعب، لتشكل نسبة التخزين فيها 30.51 % من السعة التخزينية الكلية للسدود البالغ 280 مليون 760 ألف متر مكعب، فيما بلغت نسبة تخزين السدود العام الماضي بمثل هذا الوقت 36 % من التخزين الكلي.
واكدت الوزارة أن “السدود الجنوبية التي تستخدم للري وللاستخدامات الصناعية والتغذية الجوفية فان نسبة تخزين المياه فيها قليلة جدا، وهي سد التنور الواقع بين محافظتي الكرك والطفيلة بوادي الحسا وبلغت نسبة التخزين فيه اقل من 1 %، وسد الموجب بنسبة 3.3 %، في حين أن سدي الكرك واللجون بلغت نسبة التخزين فيهما 12 % من مخزونهما الكلي”.

وكان مزارعون بالأغوار الجنوبية ووادي الموجب قد شكوا خلال الموسم الماضي من تراجع كميات مياه الري لمزارعهم، ما أثر كثيرا في المزروعات وتسبب ذلك بتلف العديد منها تحت آفة الجفاف.
وتضم محافظة الكرك خمسة سدود كبيرة، الى جانب 16 سدا وحفيرة ترابية، تتوزع على امتداد المناطق الشرقية الصحراوية، لتشكل نقاطا لتجميع مياه الأمطار.
وكانت ثلاثة من السدود بالمحافظة قد جفت العام الماضي وهي: سد الموجب بسعة تخزين (28 مليون م3)، وهو من السدود الكبيرة في المملكة، والتنور وسعته (15 مليون م3) وسد وادي الكرك (3 ملايين م3)، في حين تراجع منسوب سد اللجون (2 مليون م3) الى حد كبير.
ورغم وجود العديد من الحفائر بالمناطق الشرقية، الا ان جزءا كبيرا منها تعرض للجفاف، قبل بدء موسم الامطار الحالي، كما انها لا تشكل مصدرا كبيرا لمياه الري نظرا لصغر سعتها التخزينية.
وكانت وزارة المياه والري/ سلطة وادي الأردن اعلنت الاسبوع الماضي تشغيل سد ابن حماد بسعة تخزينية كلية 4 ملايين متر مكعب، بعد أن أنهت أعمال السد في منطقة غور الحديثة في لواء الأغوار الجنوبية/محافظة الكرك والذي يهدف الى توفير مياه ري للوحدات الزراعية في الاغوار وللاستخدامات الصناعية اضافة إلى التغذية الجوفية، وبكلفة اجمالية بلغت حوالي 53 مليون دينار.
وقال رئيس جمعية مستخدمي مياه الري بالأغوار الجنوبية عبدالله الرواشدة في تصريح سابق، إن “الجمعية خاطبت وزارة المياه وجهات معنية أخرى، حول مشكلة نقص مياه الري والتي ما زالت مستمرة منذ سنوات، ولم يجر حلها على النحو الذي ينتشل القطاع الزراعي في اللواء من معاناته التي تتكرر كل صيف، بينما ستتفاقم في الموسم الحالي على نحو غير مسبوق”.
واكد الرواشدة، ان مزارعين في غور الصافي، يعانون من نقص كميات المياه المخصصة لمزارعهم، وبالذات الكمية المطلوبة للزراعات الصيفية من شبكة مياه سد التنور، مشيرا الى ان ما يرد اليهم من مياه تراجع من 900 لتر/ ثانية إلى 500 لتر/ ثانية.
واشار المزارع احمد العمرو من منطقة وادي الموجب أن تراجع كميات الامطار والمياه المخزنة بالسدود خلال العامين الماضيين ادى إلى تراجع كبير في المساحات المزروعة، لافتا إلى أن الموسم المقبل سيشهد اكبر عملية تراجع لمستوى المياه السدود بعد موسم أمطار وصفه بـ “المتواضع”.
ولفت إلى أن المزارع في وادي الموجب والتي تتزود بمياه سد الموجب للري، عانت الموسم الماضي من الجفاف، ولم تتأثر المزروعات فحسب، بل لحقت الاضرار مزارع تربية الاسماك التي تعرضت للنفوق، ما دفع وزارة الزراعة الى فتح بئرين، إحداهما يتبع لها وآخر لوزارة المياه والري، لتغطية احتياجات مزارعي المنطقة.
واعتبر رئيس جمعية التنمية المحلية بالأغوار الجنوبية فتحي الهويمل ان الحالة التي وصلت اليها السدود في المحافظة تعد الاسوأ الى حد الآن، الأمر الذي سينعكس بشكل كبير في ري المناطق الزراعية المعتمدة على مياه السدود، وخصوصا الزراعات في الأغوار الجنوبية التي تعتمد على سدود التنور والموجب، لافتا إلى أن المزارعين شعروا بالأثر الكبير في تراجع مخزون السدود خلال موسم الزراعات الصيفية الاخير حيث واجهت مزارع نقصا شديدا بمياه الري.
واعتبر انه اذا تكررت الحالة بالموسم المقبل فإن كثيرا من المزارعين سوف يهجرون الزراعة بسبب توقع تعرضهم لخسائر مالية كبيرة، مؤكدا أنه مع بدء موسم الزراعات الصيفية، كانت سعة السد تقدر بنحو نصف مليون م3 من أصل 16 مليون م3، وبالتالي فإن هذا الانخفاض الهائل في السعة الطبيعية للسد، ألحق ضررا كبيرا بزراعات اللواء الصيفية، وأفقدها مصدرا حيويا لاستمرارها، إذ لم يتوافر مصدر مساند لتجنب خسائر كانت حتمية.
واشار إلى تخوف المزارعين من تكرار ما حدث الموسم الماضي بسبب نقص تخزين السد الموسم الحالي.
ولفت الهويمل، إلى أن مساحة الاراضي الزراعية في اللواء، تقدر بـ55 الف دونم، وهي مساحة كبيرة، تحتاج لضبط الري فيها، وتوزيعها على الأراضي بعدالة