خنجر توت عنخ آمون يثير تساؤلات الدراسات..هل هو هدية من الفضاء؟

7 مارس 2022
خنجر توت عنخ آمون يثير تساؤلات الدراسات..هل هو هدية من الفضاء؟

 

 

وطنا اليوم –  مازال توت عنخ آمون غامض رغم اكتشاف العلماء العديد من تفاصيله التى كانت مبهمة لسنوات عديدة ،ومازال يثير تساؤلات عديدة لدى علماء الآثار والباحثين لغموض تفاصيله الكثيرة ،حيث حاولت دراستان جديدتان الكشف عن أصول خنجر توت عنخ آمون، أشهر ملك فرعوني حكم مصر.

 

وكان علماء آثار زعموا في السابق أن الخنجر “هدية من الفضاء الخارجي”، بسبب صنعه من حديد النيازك، وفي الوقت الذي حكم فيه الملك توت عنخ آمون (1333 قبل الميلاد إلى 1323 قبل الميلاد)، لم يكن صهر الحديد تم اختراعه بعد، مما يعني أن المعدن كان سلعة نادرة وثمينة تأتي غالبا من النيازك.

 

وهو ما جعل الدراستان الحديثتان الآن ترسمان روايات متضاربة بشأن السلاح الغامض، الذي ربما كان يستخدمه أشهر فرعون مصري قديم، وتزعم الدراسة الأولى التي نُشرت في 11 فبراير الماضي في مجلة “Meteoritics & Planetary Science”، أن المادة اللاصقة المستخدمة على المقبض الذهبي للخنجر مصنوعة على الأرجح من الجير الجيري.

 

وهي مادة كانت تستخدم في الأناضول أى تركيا حاليًا في وقت حكم توت عنخ آمون، ولفت الباحثون أن “هذا الجص لم يكن يستخدم على نطاق واسع في مصر في ذلك الوقت”.

 

وليس هكذا فقط بل أشار باحثو الدراسة إلى أن السجلات التاريخية التي عُثر عليها في موقع تل العمارنة في مصر تُظهر أن ملك ميتاني في الأناضول، توشراتا، أهدى خنجرا حديديا واحدا على الأقل لأمنحتب الثالث (الذي حكم من حوالي 1390 قبل الميلاد إلى 1352 قبل الميلاد) ، وهو جد توت عنخ آمون.

 

كما ووجد فريق الدراسة أيضا أن “النصل الحديدي صنع بواسطة حرارة منخفضة الحرارة تم تشكيلها عند أقل من 950 درجة مئوية (1742 درجة فهرنهايت )،حيث يمكن أن يكون هناك معدن يسمى الترويلايت، بالإضافة إلى تشكيلات من بلورات الحديد والنيكل تم رصدها على الخنجر.

 

كما قالت ماريان فيلدمان، رئيس قسم علم الآثار في جامعة جونز هوبكنز، في تصريحات لموقع “Live Science” تعليقًا على نتائج الدراسة الأولى، إنه “إذا كانت النتائج التي توصل إليها الفريق بشأن تصنيع الخنجر في الأناضول صحيحة فسيكون ذلك تأكيدا مهمًا على أن بعض الأشياء الفاخرة التي عثر عليها في مقبرة توت عنخ آمون كانت هدايا دبلوماسية من الخارج”.

 

ورغم ذلك ففي الدراسة الثانية، والتي نشرت في كتاب “الحديد من مقبرة توت عنخ آمون” من إصدار الجامعة الأمريكية في القاهرة في العام الحالي 2022، وجد الباحثون أنه “من المستحيل حاليا الوصول إلى نتيجة موثوقة حول أصل الأشياء الحديدية لتوت عنخ آمون، أو تحديد المواد التي ساهمت في صنعها.

 

وليس هكذا فقط بل لاحظ مؤلفو الدراسة أن “الكريستال الصخري” الخاص بحلق الخنجر يشبه المصنوعات اليدوية المستخدمة على نطاق واسع في منطقة بحر إيجة، في حين أن “الشكل المصري النموذجي يشير إما إلى التصنيع في مصر أو الإنتاج الأجنبي للسوق المصري”، و”نتيجة لذلك، لا يمكن عمل تصور شامل وواضح عن أصل مقبض الخنجر ونصله”، بحسب قولهم.