حرب القيصر

26 فبراير 2022
حرب القيصر

بقلم د. احمد الشناف
القيصر بوتين إمتداد لوصية بطرس الأكبر الإمبراطور ولستالين الشيوعي الأممي بحماية الأمن القومي الروسي، بالوصول إلى المياة الدافئة في المتوسط والخليج العربي لغسل أقدام الجيش الروسي في مياة دافئة لتجمد حدود روسيا الشمالية، وإستراتيجية روسية ثابتة، نحو إيجاد حزام جغرافي غرباً لإغلاق الطريق البري الأوروبي أمام تكرار الغزو الأوروبي لروسيا، من غزو نابليون الفرنسي وإبادة جيشه على أسوار موسكو، إلى غزو هتلر الألماني النازي وهزيمة جيشه بمقاومة الروس والظروف الطبيعية التي توحل فيها الجيش النازي.
الحرب على أوكرانيا، هي معركة أمن قومي روسي وجودي لإغلاق طريق الغزو الأوربي التاريخي المهدد لموسكو، ومحاولة أوكرانيا بالإنضمام إلى الحلف الأطلسي، يعتبره الروس غزواً جماعياً بممر برى عبر أوكرانيا على حدود موسكو.
ومن اجل ذلك سيسعى بوتين إلى تمزيق أوكرانيا جغرافياً ونزع أسلحتها عسكرياً، بإعتبار حربه على أوكرانيا، حرباً وجودية بمجال روسيا الحيوي كإستراتيجية أمن قومي، الذي لم يرتبط بشكل النظام الذي تولى الحكم، من وصية الاباطرة إلى زعماء الشيوعية، وحتى قيصر روسيا الجديد بإستعادة تركيب الاتحاد السوفياتي بشكله الجديد، وبما يمهد لأفول أحادية القطبية نحو توازنات عالمية قد تتعدد اقطاب نظامها الدولي على الخريطة الكونية، وتتوسع فيه مساحات لقوى إقليمية في منطقتنا العربية، في ظل غياب استراتيجية عربية لا زالت في مهد غيبوبتها البائسة عن تحولات عالمية عميقة