وطنا اليوم:الطبشورة هي رفيقة القلم وصديقة المعلم رافقت أجيالا عديدة وعبر سنين طويلة..رغم منافسيها من وسائل التعلم الحديثة ما تزال هذه البيضاء الصغيرة وبألوانها المختلفة تثبت جدارتها لمن أعطاها الأهمية، حيث أولاها المهندس صلاح العقبي اهتمامه؛ فأنشأ مصنعا يفاخر به العالم متجاوزا كل المعيقات التي وقفت في وجه مشروعه.
لم يقتنع العقبي بالفشل فكان طريقه لتجاوز العقبات وظل يمارس تجاربه بعد 2149 محاولة استخدم فيها تركيبة الطبشورة التي أرادها، ويصنع من طبشورته قصة نجاح بخط يديه.
لم يأبه ولم يتراجع عن محاولاته ولم يلتفت لكل المحاولات للتوقف عن مشروعه سواء من الأهل أو الأصدقاء أو ممن يحبطونه وهم يقولون له إن عصر الطباشير قد انتهى ولا فائدة من هذا المشروع مع استخدامات التكنولوجيا، “حيث تجاوزت الأرقام التي تقول إن 20 % من صناعة الطباشير هي للتعليم، ولكن هناك نسبة 80 % هي لاستخدامات الألعاب”.
يقول مدير مصنع الطباشير بالكرك المهندس صلاح العقبي إن منافسنا في صناعة الطباشير الاحتلال الصهيوني، ومن خلال المصنع الذي أسسناه في الأردن استطعنا اغلاق مصانعه.
” بعد أن توصلت للتركيبة المناسبة في صناعة الطباشير، ما كان عليً سوى أن أبحث عن آلات لإنجاز مشروعي، فاتجهت لشراء الماكينات من ألمانيا من خلال قرض ورهن بيت صديق لي ساعدني في تحقيق حلمي الذي استمر سنوات”، وفق العقبي.
العقبي الذي تسلح بعلمه بدراسة الهندسة الكيماوية، لم يعترف بأي عقبة في طريقه، أصبح الآن يتفاخر بمصنعه ويربح الملايين من وراء هذا المشروع ويصدر لأكثر من 130 دولة في العالم، ويتنافس في سوق الإنتاج مع دول عريقة في هذا المجال مثل فرنسا وكوريا، وقد كنا سببا في إغلاق مصانع الطباشير بالاحتلال الصهيوني”.
استطاع العقبي والذي يعمل في شركة البوتاس بمشروعه تشغيل 130 موظفاً ويطمح بالتوسع في مصنعه والوصول إلى 250 موظفاً في الفترة المقبلة.
لأن مشروعه ريادي في منطقته بالكرك فقد زار رئيس الوزراء بشر الخصاونة مصنع الطباشير، الذي يعدّ نموذجا للاستثمارات الأردنية الناجحة، الأسبوع الماضي مشيدا بهذا الإنجاز الذي يسهم في تنمية المجتمع المحلي من خلال تشغيل الشباب وإيجاد فرص عمل مناسبة لهم وفي مناطقهم.