قواعد الاشتباك مع الجهل..!!

23 فبراير 2022
قواعد الاشتباك مع الجهل..!!

بقلم الأستاذ الدكتور تركي بني خالد

للخروج من عنق الزجاجة التي قادتنا لها السياسات الخاطئة، لا بد من إعادة التموضع وتغيير قواعد الاشتباك مع اشد الأعداء شراسة: الجهل.  فالجهل عدو كبير واشد ضراوة من كل أنواع البكتيريا والفيروسات. ولأن للجهل متحوراته هو أيضا، فانه يضربنا بقسوة كل مرة. ولأن الجاهل عدو نفسه مثلما هو عدو لغيره، فلا بد من تغيير أو تعديل قواعد الاشتباك معه.

ليس أمامنا إلا إعادة إنتاج خطابنا التعليمي والتربوي بعد المزيد من التمحيص والتدقيق. والضرورة تقتضي أن نتجاوز الشعارات البراقة والتغني بأمجاد الماضي التليد إلى آفاق واسعة من الإبداع في الخطط وأدوات التنفيذ. 

إنني أرى أننا بحاجة ماسة لإجراء مناورات واسعة للتدرب على احدث أساليب محاربة الجهل وأدواته التي مازالت تدك حصوننا للأسف. ولا ينفع في هذه الحال غير الحشد والتعبئة والتخطيط السليم الذي لا يأتي إلا من العقل السليم. فلم يعد لدينا ترف ارتكاب المزيد من الأخطاء التي قادنا إليها الهواة والانتهازيين وبعض السفهاء.

التقدم بالمجتمع والارتقاء نحو الحضارة لا يأتيان طالما أن فيروسات الجهل تهاجم مؤسسات المجتمع. ولكي نلحق بقافلة التقدم الإنساني، فإننا بحاجة لنظام تعليمي وتربوي وثقافي يعلي من مكانة الإنسان، و يحترم عقله، ويمجد التفكير، ويراعي القيم الايجابية في موروثنا. 

في المجتمع الراقي، لا مكان لدعوات التعصب والتحيز والعنصرية وإقصاء الأخر. وفي النظام التربوي المنشود، لا بد من منظومة قيمية متطورة تقبل بالتعددية وتشجع على العمل وتحترم الإنسان المنتج والمبدع بعيدا عن التحيزات التي نعرفها جميعا.

لدينا ارث كبير من الانجاز وهذا يبعث على الأمل والتفاؤل. ولدينا جميعا الرغبة في التطور والانطلاق. يبقى أن نتلمس خارطة الطريق من خلال إعادة النظر في ركائز فلسفتنا التربوية. ويبقى أن نستمد العزم ونستلهم البصيرة من آهل العزم ذوي البصيرة.

فلنبحث عن نظام تربوي جديد متجدد يلبي حاجات الوطن، ويوائم بين ماض بحاجة إلى إعادة نظر وواقع معاصر في عالم متلاطم الأمواج لا مكان فيه للضعفاء. فلنبحث عن حلول قائمة على العلم والعقل والمنطق وقيم العدالة والاحترام.

أيها السادة والسيدات: صدقت فينا مقولة بانتين: “مشاكل اليوم ما بدا حل مبارح!”