نظامنا التربوي وآفاق المستقبل

14 فبراير 2022
نظامنا التربوي وآفاق المستقبل

بقلم الأستاذ الدكتور تركي بني خالد

مهما قدمنا ونقدم في سبيل التطوير التربوي والتعليمي فان ذلك يبقى ادني من مستوى الطموح والأمل، وخاصة إننا دخلنا المئوية الثانية بأمان الله من عمر دولتنا المجيدة.  ولا بد من استمرارية الجهود التي انطلقت برعاية ملكية سامية منذ افتتاح المؤتمر الأول للتطوير التربوي في 6/9/1987 والذي تمخض عن توصيات عديدة وشاملة. وحسب علمي فقد عقد المؤتمر الثاني للتطوير التربوي في 1/8/2015 وجاءت معه توصيات كثيرة وشاملة أيضا.   

ومع الاعتراف بأن المؤتمرات ليست هدفا بذاتها بقدر ما هي فرص حقيقية وثمينة لتعظيم الانجاز وتقويم ما اعوج من المسارات نحو الأهداف النبيلة التي يسعى إليها المجتمع. وبما أن حاجات السوق تتغير بسرعة، فلقد بات ضروريا متابعة منتجات وتوصيات المؤتمرات واللقاءات العلمية التي عقدت على مدى العقود القليلة الماضية. 

ويجب التأكيد هنا أن توصيات أي مؤتمر تبقى حبرا على ورق إن لم يتبعها جملة تشريعات وتعديلات على تشريعات قائمة على قوانين وأنظمة وتعليمات وإجراءات تضمن نفاذها على ارض الواقع ليلمس الوطن والمواطن أثارها وينتفع الجميع بثمارها.

لقد عشنا فترة في الماضي كنا نتغنى فيها بانجازات تعليمية وتربوية مميزة حسدنا عليها الكثيرون، ولطالما شعرنا بالفخر بأننا بلد التفوق والتميز حيث كانت المؤسسة التربوية تجسد المقولة الملكية الشهيرة لجلالة الملك الراحل الحسين العظيم: “الإنسان اغلي ما نملك.”

وها نحن ألان أمام فرص جديدة للمراجعة والانطلاق نحو آفاق أرحب ومستقبل أجمل في إطار الرؤى الملكية الشاملة للنهوض بالتربية والتعليم وأحدثها ما جاء في الرسالة الملكية التي وجهها جلالة قائد الوطن في عيد ميلاده الميمون بتاريخ 30/12/2022. 

ولعل من المناسب أن اقتبس  مما جاء في تلك الرسالة الملكية ما يلي:

“إن تطوير نظامنا التعليمي بما يلبي الاحتياجات الآنية والمستقبلية لسوق العمل، أولوية وجهت الحكومة بالتركيز عليها وتوفير كل الإمكانات اللازمة لتحقيقها”.  

ففي هذا دعوة صريحة وغير قابلة للتأجيل لتطوير نظامنا التعليمي وربطة بمتطلبات سوق العمل واعتبار ذلك أولوية تم توجيه الحكومة بتبنيها وانجازها. ولكي يتحقق المراد من هذه الرؤية الثاقبة لاستشراف المستقبل، لا بد من التعلم من دروس الماضي، ومراجعة جميع التوصيات التي نادت بها المؤتمرات السابقة.

خلاصة القول، الكلام في التطوير التربوي ليس موضوعا إنشائيا بقدر ما هو دعوة لتضافر الجهود المخلصة لكل من لهم علاقة. لا بد من المشاركة ولا بد من رسم خارطة طريق نسير على هداها للأعوام والعقود القادمة. 

بصراحة، أكثر ما يخيفني ويقلقني أن لا تلقى هذه الرؤى الجميلة النبيلة ما تستحقه من متابعة. لكن الأمل باق بان نشهد حراكا تربويا وزخما تعليميا مميزا يليق بأجيالنا القادمة التي تستحق الأفضل بكل تأكيد. وان غدا لناظره قريب!