وطنا اليوم – نضال العضايلة – طالبت أحزاب لبنانية وسياسيون باستقالة الرئيس اللبناني ميشال عون لاستعادة إنتاج السلطة، محذرين من محاولة حزب الله إعادة ترتيب أوراقه.
تلك المطالبات جاءت خلال لقاء “سيدة الجبل”، الذي عقد بحضور سياسيين وإعلاميين معارضين لحزب الله، بينهم الوزير السابق أحمد فتفت والنائب السابق فارس سعيد وغيرهم.
وقال المجتمعون، في بيان وصل وطنا اليوم نسخة منه، إنه “في لحظة إعادة ترتيب إيران لأوراقها في المنطقة، من اليمن إلى العراق فسوريا ولبنان ووصولا إلى غزة، من أجل استقبال الإدارة الأمريكية الجديدة، يسعى حزب الله أيضا لإعادة ترتيب أوراقه في الداخل اللبناني”.
وأضاف البيان أن “الحزب الإرهابي يطرح إعادة النظر بتفاهم “مار مخايل” وهو اتفاق التفاهم بينه وبين التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل، صهر رئيس لبنان، ، الذي أوصل العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة بشروط حزب الله وليس بشروط الدستور اللبناني”.
وأكد البيان أن “عون كان قد تحدث عن هدفين لتبرير تحالفه مع سلاح إيران في لبنان، هما: إعادة حزب الله إلى لبنان واستعادة حقوق المسيحيين”.
وتابع أنه :” نتج عن ذلك أن ذابت الدولة اللبنانية في دويلة الحزب وانهارت مصالح جميع اللبنانيين في المصرف والمستشفى والجامعة والمدرسة والمرفأ والسياحة والقطاعات الإنتاجية”.
وطالب اللقاء بـ”استقالة رئيس الجمهورية كخطوة أولى على طريق استعادة إنتاج سلطة بديلة على جميع المستويات وفي كل المؤسسات الدستورية، وفقا للتراتبية المعروفة من أجل إنقاذ لبنان”.
وقال إن الواقع المرير الذي يعيشه لبنان اليوم يؤكد وضع ميليشيا حزب الله يدها على كل مفاصل الحياة الوطنية من نقابية إلى سياسية متسلحة بـ” الفيتو التشريعي” وهو فيتو آخر في السلطة التنفيذية من خلال السطو على وزارة المالية.
من جهة اخرى أجمع لبنانيون على اعتبار خطاب الرئيس العماد ميشال عون بذكرى استقلال لبنان، بأنه اعتراف بالعجز وتنصل من المسؤولية رغم أنه هرم السلطة.
ووصف المحلل السياسي مكرم رباح، خطاب الرئيس اللبناني أمس السبت، بشأن انتقاد الوضع في لبنان وتحميل المسؤولية لغيره والوعود بالإصلاح بـ “هذيان سياسي”.
وقال رباح لـ” لوطنا اليوم “: “هذا الهذيان السياسي ليس موجودا فقط لدى عون بل لدى كل الطبقة الحاكمة التي تتصرف على أنها جزء من حل أزمة لبنان، لكنها هي المشكلة الأساسية بالبلاد”.
وأضاف:”أما المشكلة تحديدا بالنسبة إلى عون فهي أنه ليس فقط أداؤه ضعيفا والذي ظهر خلال خطابه إنما مفهوم الدولة لم يعد موجودا في عهده، نتيجة كل التجاوزات التي قام بها طوال فترة حكمه وحكم صهره النائب جبران باسيل”.
وتابع المحلل السياسي اللبناني، قائلا: “في المقابل رغم ما وعد وما يحاول تقديمه لكن تبقى الكلمة الفصل لسلاح مليشيا حزب الله والفساد المستشري في لبنان والذي تزايد بشكل كبير في عهده”.
ورأى رباح أن “حديث عون خير دليل على أن هذا البلد لم يعد موجودا على لائحة الأولويات الإقليمية والدولية فيما المأساة الأكبر أنه بات هو اليوم واجهة هذا البلد”.
الموقف نفسه عبّر عنه نائب رئيس “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش، معتبرا في حديث إذاعي أن “كلمة عون أظهرت وجود عجز، لافتا إلى أن “سمة هذا العهد بأن الحق دائما على الآخر”.
ورأى علوش “خطاب الرئيس اللبناني تنصل من الاعتراف بالمسؤولية ولم تتضمن أي بارقة أمل وبينها ضرورة تشكيل حكومة”.
أما النائب في حزب القوات اللبنانية، جورج عقيص، فكتب ساخرا على حسابه على “تويتر”، وقال :” يجب أن تتم التعيينات في الإدارة على أساس الجدارة والكفاءة”.
كما انتقد عقيص حديث عون دون أن يسميه، مضيفا:” أيها اللبنانيون أما وقد تنطّح كل رؤوس المنظومة الحاكمة، وكل من موقعه، إلى دعوتكم للثورة ودعم الإصلاح. فعلى من تثورون؟ ومن تحاسبون؟ وقال:”الذين استحوا ماتوا عشتم وعاش لبنان”.
من جهته، وضع الصحفي والناشط السياسي نوفل ضو مقارنة بين خطابي رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل ورئيس الجمهورية ميشال عون.
وكتب على حسابه قائلا :”الجميل تحدث بجرأة فوضع أصبعه على جرح الأزمة وحلولها مسمياً حزب الله وسلاحه، أما عون فهرب من الحقيقة وتغاضى عن الاحتلال الإيراني للبنان بسلاح حزب الله!”.
وأضاف :”رئيس حزب تحدث كرجل دولة ورئيس جمهورية أغفل الاحتلال في ذكرى الاستقلال”.وفيما كتب الناشط لوسيان بورجيلي، قائلا: “بات على رأس المنظومة ولا يزال يدّعي أنه ضدّها” في إشارة إلى الرئيس اللبناني.
أما الصحفي والمحلل السياسي، أسعد بشارة، فقال:”يصوّر نفسه خارج المنظومة وفي الوقت نفسه يطلب وحدة المعايير في تشكيل الحكومة مع هذه المنظومة”.
في المقابل، اختصر الصحفي إيلي الحاج وصفه لخطاب عون، بقول “فاقد المصداقية سلّم لبنان لمليشيا إيرانية (حزب الله)، أما مكافحة الفساد فهي تبدأ بصهره..”، مختتما حديثه بـ”لبنان بحاجة إلى رئيس”.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون وجه خطاب متلفزة إلى اللبنانيين بمناسبة عيد الاستقلال أمس السبت،، مؤكّداً عدم التراجع عن معركته ضد الفساد على الرغم من كونِها معركةً غير متكافئةٍ راهناً مع منظومةٍ متماسكة، أو التراجع في موضوع التدقيق المالي الجنائي.
واعترف الرئيس العماد ميشال عون بأن لبنان يعاني من مشاكل كثيرة على رأسها الفساد المستشري والمشاكل الاقتصادية، ومنظومة طائفية تمنع المحاسبة والتكافل والتضامن، وقضاء مكبل بالسياسة.
وقال عون إن واقعنا اليوم ليس واعداً، ولكن إدراك الواقع لا يعني القبول به والاستسلام له، وطننا اليوم أسير للفساد السياسي والاقتصادي للنظام الطائفي.
وأضاف:” وطننا أسير منظومة تمنع المحاسبة بالتكافل والتضامن وقضاء مكبل بالسياسة وهيمنة النافذين، وطننا تحت تأثير إملاءات وتجاذبات خارجية تجعل الاستقلال والسيادة والديمقراطية كلمات جوفاء”.