وطنا اليوم – مكّن الأردن بفضل خطط تطوير قطاع الفوسفات من تحقيق قفزة قياسية “تاريخية” في كميات الإنتاج العام الماضي، ليدعم بذلك موقعه بين كبار المنتجين في المنطقة العربية والعالم، خاصة وأنه يطمح إلى زيادتها خلال الأعوام المقبلة.
وقالت شركة مناجم الفوسفات المملوكة للدولة في بيان نشرته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إنها “سجلت العام الماضي إنتاج نحو 10 ملايين طن من الفوسفات”، مؤكدة أن هذه الكمية “تعد الأكبر في تاريخ الشركة منذ تأسيسها في العام 1953”.
وتمتلك البلاد خامس أكبر احتياطات للفوسفات على مستوى العالم بواقع 3.7 مليار متر مكعب، وهي تعد بتحقيق عوائد مالية كبيرة في حال تعزيز استثمارها بالشكل الأمثل.
وأشارت الشركة ف يبيانها إلى أنها تتطلع إلى بلوغ “طاقة إنتاجية وتسويقية تصل إلى حوالي 13 مليون طن من مادة الفوسفات خلال السنوات القليلة المقبلة”.
10 ملايين طن أنتجتها شركة مناجم الفوسفات في 2021 ارتفاعا من 8.5 مليون طن قبل الوباء
وجراء الاستقرار في نشاطها باتت مناجم الفوسفات ضمن قوائم الشركات الناجحة والمستقرة حول العالم بعد أن أدرجها مصرف مورغان ستنالي في أغسطس الماضي على مؤشر أم.أس.سي.آي للأسواق الناشئة وصناديق الأسهم والدخل الثابت.
وأكدت وزارة الطاقة والثروة المعدنية مرارا على أهمية هذا القطاع في تغطية حاجة السوق المحلية من المواد الخام ودعم احتياطاتها من العملات الصعبة من خلال تصدير الفوسفات، إلى جانب توفير فرص عمل للشباب الأردني.
وتتسلح الحكومة في خطتها لتطوير القطاع بعدة عوامل من بينها اتفاقيتان أبرمتهما مناجم الفوسفات مطلع العام 2019، الأولى مع شركة هندية لإنشاء مصنع لفلورايد الألومنيوم في منطقة الشيدية بجنوب الأردن.
أما الثانية فوقعتها مع شركة ميتسوبيشي اليابانية لإنشاء مصنع للفوسفور الأصفر في منطقة وادي الأبيض بمدينة الكرك لتصدير 200 ألف طن من الفوسفات إلى سلطنة بروناي.
وتشير إحصائيات صندوق النقد العربي إلى أن الأردن يحتل المرتبة الثالثة عربيا في إنتاج هذه المادة التي تدخل في صناعة الأسمدة وغيرها من الصناعات، بعد كل من المغرب ومصر، وتليه كل من السعودية وتونس.
وتأتي هذه النتائج على الرغم من أن عمليات تصدير الفوسفات شهدت تحديات تتمثل في تراجع الطلب في أسواق الاستهلاك الرئيسية بسبب الوباء، فضلا عن انخفاض الأسعار مما أدى إلى تقلص الإنتاج خلال العامين الماضيين.
وقبل الأزمة الصحية أنتج الأردن قرابة 8.5 مليون طن. وقد قال رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الذنيبات في مقابلة مع رويترز في 2019 إن الشركة “تعمل على فتح أسواق تصديرية جديدة”.
الحكومة تتسلح في خطتها لتطوير القطاع بعدة عوامل من بينها اتفاقيتان أبرمتهما مناجم الفوسفات مطلع العام 2019
وكان وزير الصناعة صالح الخرابشة قد أطلق في ديسمبر الماضي مشروع استكشاف خام الفوسفات بمنطقة الرويشد في أقصى شمال البلاد على مساحة تمتد على ثلاثة آلاف كيلومتر مربع.
وبحسب العديد من التقارير الدولية، يعتبر الأردن أحد أبرز منتجي ومصدري الفوسفات والبوتاس والأسمدة الكيماوية عالميا.
وتنتج البلاد خام الفوسفات عبر أربع شركات على ملك الدولة، بالإضافة إلى شركة فودجي الأردن للأسمدة التي تنتج يوميا نحو 1.35 ألف طن من فوسفات الأمونيوم ونحو 1.67 ألف طن من اليوريا.
وينتج مجمع الأسمدة الصناعي، الذي تساهم فيه الحكومة بحصة مع مناجم الفوسفات، مادة ثنائي فوسفات الأمونيوم وحامض الكبريتيك والفوسفوريك وفلوريد الألمنيوم. كما تنتج الشركة الهندية – الكندية للكيماويات حامض الفوسفوريك.
وبالإضافة إلى إنتاج الأسمدة المركبة، التي تقوم الشركة اليابانية – الأردنية بإنتاجها وتصديرها بالكامل إلى اليابان، تقوم شركة هيدرو أغري – الأردن بإنتاج حامض الفوسفوريك والأسمدة المركبة وثنائي فوسفات الأمونيوم.