وطنا اليوم – برز موخرا سجال واصح بين اقطاب السياسة حيث كان اخر محطة من السجالات بخصوص الهوية الوطنية الجامعة في الاردن وصلت حتى لقاءات التشاور والنقاشات المغلقة في مؤسسة القصر حيث تطرق لقاء بحضور الملك عبد الله الثاني لنقاشات حيوية في هذا السياق بين نحو 8 سياسيين ومسؤولين سابقين وايضا بحضور نخبة من كبار المسؤولين في البلاد .
ويبدو ان وزير البلاط الاسبق الدكتور مروان المعشر تمكن من إعادة طرح مفهوم الهوية الجامعة والحاجة الملحة لها في المرحلة اللاحقة حتى على طاولة النقاش الملكية مسجلا لسابقة في هذا المجال .
وكان المعشر السياسي الأبرز والوحيد الذي ظهر في مقابلات تلفزيونية ونشر مقالات تساند دعوة لجنة المنظومة الاردنيين الى العمل دستوريا لتكريس هوية وطنية جامعة باعتبارها محطة إستحقاق وطنية للمستقبل وآلية فعالة ووحيدة في مواجهة مشاريع التوطين كما قال عدة مرات وباعتبارها بديلا عن الهويات الفرعية .
أعاد الدكتور في اللقاء التشاوري الملكي فكرته عن مساندة وتكريس الهوية الوطنية الجامعة .
لكن لوحظ بان رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة سجل مداخلة معترضة في الاتجاه المعاكس وحاول التشكيك تلميحا لوجود دوافع سياسية قد تمس بهوية الاردنيين ومصالحهم من وراء التركيز المباغت على ضرورة صياغة هوية وطنية جامعة .
تطرق الروابدة الى بعض التفاصيل .
ووضع شروطا حسب مصادر مطلعة على النقاشات على منهجية الهوية الوطنية الجامعة من بينها التوثق من ان تكون وطنية فعلا .
ويبدو ان رئيس الديوان الملكي الاسبق الدكتور خالد الكركي ساند بمداخلة له تحفظات وشكوك الروابدة فيما تقدم مسؤول أمني بارز بمداخلة في الاتجاه المعاكس للروابدة والكركي.
وتحدث عن تحديث المنظومة السياسية ن اجل المستقبل وضمن فعاليات الرؤية الملكية الحالية رافضا باسم المنظومة الامنية التشكيك بمنهجية ونصوص وثيقة مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة .
في الاثناء كان رئيس الوزراء الاسبق والسياسي المخضرم طاهر المصري يدلي برأي وازن دون التوقف عند تفاصيل الاشتباك مع العبارة او وثيقة تحديث المنظومة .
تحدث المصري هنا عن تغيرات كبيرة وتحولات تحصل في العالم وفي الاقليم والمنطقة مقترحا ضمنيا بان لا يبقى الاردن سياديا واستراتيجيا وبشكل عام في موقفه وموقعه الحالي من منهجية المواطنة .
تجنب المصري المشاركة مباشرة بالنقاش حول الهوية الوطنية الجامعة لكنه ركز على منهجية المواطنة ودورها في حماية مستقبل الاردن والاردنيين معبرا عن القناعة بان هذا الملف ينبغي ان يحظى بالأولوية السيادية والسياسية الان .
إعترض المصري ايضا على بقاء النظرة لمن يتحدث عن المواطنة ومنهجيتها بصفته بين المتهمين مقترحا بان يصدر عن الدولة الاردنية بيان وموقف سياسي يطمئن جميع المكونات ويتمسك بالاحتكام للدستور ونصوص القانون وعلى اساس ترك المخاوف والتردد والشكوك والحاجة الملحة لمثل هذا التموقع السيادي كما وصف في جلسة المشاورات المثيرة المشار اليها .
ويعتقد على نطاق واسع في الاردن بان النقاش على عبارة هوية وطنية جامعة قد لا يقف عند هذه الحدود وقد يتوقف عندها ايضا مجلس النواب الاردني في الاسابيع القليلة المقبلة خصوصا عند البدء بالنقاشات حول تشريعات جديدة مثل قانوني الانتخاب والاحزاب .