وطنا اليوم:قال موقع Business Insider الأمريكي، السبت 16 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن باحثين في جامعة سيدني الأسترالية اكتشفوا مؤخراً إشارات راديوية غامضة تنطلق باتجاه الأرض، ومصدرها جسم مجهول في قلب مجرة درب التبانة.
حيث لا يبدو أن هذه الموجات تصدر من أي نوع من النجوم أو الكواكب أو الصخور الفضائية التي شاهدها العلماء من قبل.
هذه الموجات التقطها العلماء عبر تلسكوب لاسلكي قوي في غرب أستراليا SKA Pathfinder ASKAP.
ظواهر غير عادية
رغم أن علماء الفلك يكتشفون في كثير من الأحيان ظواهر غير عادية قادمة من قلب مجرة درب التبانة، إلا أن باحثي سيدني فشلوا إلى الآن في تفسير اكتشافهم الأخير.
كان الأغرب في الأمر أن قوة هذه الإشارات الغامضة قد قويت وضعفت بشكل كبير خلال بضعة أشهر فقط. في حين أن معظم الأجسام في المجرة لا تتغير كثيراً من سنة إلى أخرى، وبالتالي لا تتغير موجاتها الراديوية.
من جهته، قال زيتينغ وانغ، القائم على الدراسة الجديدة وطالب الدكتوراه في الفيزياء بجامعة سيدني، في بيان صحفي: “الإشارات تقوى وتضعف بشكل عشوائي على ما يبدو. ولم نرَ شيئاً مماثلاً من قبل”، منوهاً إلى أن “سطوع هذا الجسم اختلف أيضاً بدرجة كبيرة، بمعامل 100”.
فيما نُشرت ورقة بحثية تتحدث عن هذا الاكتشاف يوم الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول في مجلة The Astrophysical Journal. وفيها، استنتج وانغ وزملاؤه أن المصدر الغامض لهذه الإشارة الراديوية “ربما يمثل فئة جديدة من الأجسام”.
6 إشارات راديوية في 9 أشهر
وأياً كان هذا الجسم الغامض المسؤول عن هذه الظاهرة، فقد كان يصدر موجات راديوية قوية خلال الجزء الأكبر من عام 2020. واكتشف الباحثون ست إشارات على مدار تسعة أشهر، باستخدام تلسكوب ASKAP الراديوي.
في أعقاب ذلك، حاول الفريق البحثي العثور على هذا الجسم في الضوء المرئي، لكنهم لم يجدوا شيئاً. ولم يتمكَّنوا من العثور عليه في الأشعة السينية ولا الأشعة تحت الحمراء.
لذلك، عاد الباحثون إلى الموجات الراديوية، باستخدام تلسكوب باركس الراديوي الأسترالي في البداية، لكنهم فقدوا مصدر الإشارة ولم يتمكنوا من اكتشاف أي شيء لفترة من الوقت. ثم تحولوا إلى تلسكوب راديوي مختلف- مرصد ميركات MeerKAT في جنوب إفريقيا- وراقبوا المنطقة لمدة 15 دقيقة كل بضعة أسابيع.
في حين التقطوا أخيراً الإشارة الراديوية مرة أخرى، لكنها اختفت في يوم واحد. وكان هذا غريباً، لأن كل إشارة من الإشارات الست التي التقطوها بتلسكوب ASKAP استمرت لأسابيع.
سلوك غير اعتيادي
بدورها، أوضحت تارا مورفي، الأستاذة في جامعة سيدني والمشرفة على وانغ في درجة الدكتوراه، أن هذا الجسم كان فريداً من حيث إنه لم يكن ظاهراً في البداية، وأصبح قوياً، ثم تلاشى، ثم عاود الظهور، مشيرة إلى أن هذا السلوك غير اعتيادي.
تارا أضافت: “هذا جزء مما يجعل هذا الجسم غير اعتيادي بالمرة”، متابعة: “الأجسام الساخنة (مثل النجوم) ينبعث منها عادة ضوء مرئي، ولهذا استبعدنا أن يكون هذا الجسم نجماً عادياً. وربما يكون نجماً بارداً بدرجة يصعب معها اكتشاف الضوء المرئي القادم منه ولكنه يبعث إشارات راديوية قوية”.
إلا أن إشارة الراديو الغامضة تشترك في بعض السمات مع إشارات فئة أجسام تسمى “عابرات راديوية من مركز المجرة” التي اكتشفت في الألفينات. لكن الباحثين لا يعرفون الكثير عن هذه الأجسام أيضاً، باستثناء أنها تُصدر موجات راديوية منخفضة التردد وعالية الاستقطاب دون أشعة سينية يمكن اكتشافها. على أن الإشارة الجديدة لها خصائص لا تتطابق مع خصائص العابرات الراديوية.
كذلك أكد أحد المشرفين الآخرين على وانغ، ديفيد كابلان من جامعة ويسكونسن- ميلووكي، في البيان: “لا نفهم هذه الأجسام فعلياً، وهذا يزيد من غموضها”.