وطنا اليوم تكنولوجيا
أصبح ما تنبأ به مالك شركة مايكروسوفت بيل غيتس من وجود “روبوت في كل منزل” على وشك أن يتحقق، بفعل اختراع أمازون للروبوت “أسترو” (Astro)، وهو روبوت منزلي يبلغ وزنه 10 كيلوغرامات، وتستعد الشركة لتسويقه بحلول نهاية العام في الولايات المتحدة. فهل ستسمح لهذا المتطفل الآلي بالتجول في غرف بيتك وبين أفراد عائلتك؟
تقول مجلة (Le Point) الفرنسية -في تقرير لها بقلم غيوم غرالي- إن هذا الروبوت حاضر جدا في الخيال الجماعي بسبب فيلم “ستار وور”، إلا أنه كان من الصعب تطوير إنسان آلي قادر على “تقدير الأشياء في الغرفة”، واستعمال الأشياء ذات الأحجام المختلفة، وعلى معرفة الفرق بين الباب والنافذة”.
وتقول المجلة إن من مهام “أسترو” -المزود بكاميرا تلسكوبية- إجراء محادثات مع كبار السن، أو تقديم المشورة بشأن الأفلام، أو عمل الألغاز مع الأطفال، أو حتى المساعدة في عقد مؤتمرات الفيديو، كما أنه قادر بفضل تقنية التعرف على الصوت على تلقي أوامر صوتية كطلب إحضار كتاب أو غيره لأحد أفراد العائلة الذين حددهم سابقا.
وحسب المجلة، فإنه يجب أن تكون الميكروفونات المدمجة قادرة على تمييز ضوضاء الزجاج المكسور وإنذار كاشف الدخان، كما يجب أن توفر تقنية التعرف على الوجه إمكانية التعرف على أن شخصا ما ليس من أهل المنزل في أقل من 30 ثانية، مما قد يشكل كابوسا للصوص أو من يحاولون التسلل لبيوت غيرهم.
ومن أجل التجول في البيت -كما تقول المجلة- يستخدم الروبوت “أسترو” عجلات تنقله بسرعة متر واحد في الثانية، بعد أن يرسم خريطة للمنزل ليعرف طريقه، وليضع قائمة بنقاط الاختناق والأماكن كثيرة العوائق، أو التي يستخدمها البشر بشكل خاص، وبعد ذلك تشفر هذه البيانات قبل إرسالها إلى خوادم أمازون.
وقال مدير المنتج في الشركة تشارلي تريتشلر إن “الاختبارات الأولى تظهر أن أسترو لديه القدرة على اعتبار نفسه أحد أفراد العائلة”. ولكن مديرة العلاقات العامة لمنتجات “أمازون” كريستي شميت تقول إن “أسترو اجتاز اختبارات صارمة لكل من الجودة والسلامة، بما في ذلك عدة عشرات من آلاف الساعات من الاختبار مع المشاركين في المرحلة التجريبية”.
وفي فقرة مخصصة لشرح سياسة الخصوصية، توضح أمازون أنه من الممكن تعطيل الكاميرات والميكروفونات، إلا أن جين كالتريدر من مؤسسة موزيلا يقول إن “كل هذا لا يزال بحاجة إلى توضيح ليكون سهل الفهم بالنسبة لعامة الناس”، لأن الخوف الرئيسي هو رؤية هذا الروبوت الذي سيعمل بفضل الذكاء الاصطناعي (Alexa)، ويمكن أن يصبح أفضل جاسوس في البيت، إذا تمكن القراصنة من وضع أيديهم على خرائط الشقق وقائمة أفراد العائلة أو حتى سماع محادثات العائلة، خاصة أن دراسة من جامعة نورث إيسترن أوضحت أن المساعدين الصوتيين -من أمثال “أليكسا” (Alexa)- يمكن أن يشغلوا أنفسهم بالخطأ 19 مرة في اليوم.