المهندس هايل العموش
يعد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أزمة عالمية، والوضع يتغير كل يوم، وفي جميع أنحاء العالم ومنها الاردن بتنا نشهد ارتفاع عدد الأشخاص المتضررين بسرعة، وقد أدى ذلك إلى مجموعة كاملة من الإجراءات المختلفة التي يتم تنفيذها لمحاولة السيطرة على الأمور.
“في العديد من البلدان ومنها بلدنا الغالي الاردن يبدو أنه مهما حاولنا فإن الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، لذا: هل انا ونحن كمواطنين مذعورين ؟ ليس بعد، على الرغم من أن الأمور خطيرة، وقد نشعر بالعجز في بعض الأحيان، ولا يزال هناك الكثير مما يمكننا القيام به كمواطنين للمساعدة والقيام بواجبنا تجاه بلدنا ولمساعدة الدولة على السيطرة على هذا الوباء الخطير و من الخطوات والاجراءا ت المتعلقة بالوقاية واتباع شروط السلامة العامة وارتدءا الكمامات والتباعد وضرورة الايمان المطلق بان الوضع حرج وبحاجة لنتق الله بانفسنا وان نوقف كثير من الممارسات الغير صحيحة “.
.
الكارثة الناجمة عن جائحة كورونا المستجد أدت لانشغال العديد من دول العالم بكيفية مواجهة الوباء، وأصبح الشغل الشاغل للاجهزة الحكومية هو كيفية السيطرة على الأزمة، فقد أدى الانتشار السريع للفيروس إلى وجود تباين في أساليب وآليات مواجهة الفيروس بين الدول على مستوى العالم، كون أنّ سرعة انتشار الوباء فرض على العالم أجمع والدول الصناعية الكبرى تحديات كبيرة في كيفية التوزان بين الحفاظ على الصحة العامة والاقتصاد، فتباينت الإجراءات بين الإغلاق الكامل والجزئي، وبين الانفتاح الكامل في التعامل والتعاطي مع الفيروس، وعدم الاكتراث
بالاضافة الى أن هناك اثنين من أهم التدخلات الهامة والاساسية التي يجب على المواطنين التقيد بها للتعامل مع كورونا، وهما التباعد الاجتماعي وعزل الذات.
1- ماهوالتباعدالاجتماعي؟
التباعد الاجتماعي هو الشيء الذي يجب أن نفعله، وأنا أعني الجميع، ويهدف إلى تقليل كمية التفاعل بين الناس مع السماح لهم بالقيام بأنشطتهم اليومية الضرورية، كما أنه يساعد على تقليل فرص التقاط الفيروس ثم نشره للآخرين.
وهذه التدابير مهمة خاصة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة إذا أصيبوا
بفيروس كورونا، وقد يشمل هذا كبار السن، خصوصا أولئك الذين تزيد أعمارهم على 70 عاما
والأشخاص الذين يعانون من مشاكل طبية كبيرة طويلة المدى مثل أمراض الرئة وأمراض القلب وضعف جهاز المناعة والسكري والمشاكل العصبية وأمراض الكلى والحوامل.
ويتضمن التباعد الاجتماعي:
1- العمل من المنزل إن أمكن.
2- السفر فقط عند الضرورة، خاصة في وسائل النقل العام أو الرحلات الخارجية.
3- تجنب الأماكن الاجتماعية مثل دور السينما والنوادئ والاعراس والمناسبات
4- تجنب المجموعات الكبيرة من الناس.
5- تقييد الزيارات الا للضرورة القصوى .
2- ماهي العزالة الذاتية؟
إن العزلة الذاتية هي ما يجب على الأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بكورونا عمله، وعادة ما يتم حجز أولئك الذين من المحتمل أن يكونوا مصابين لوقف انتشار المرض.
وفي حين أن التباعد الاجتماعي عادة ما يكون ممارسة مستمرة على مدى فترة طويلة من الزمن فإن العزل الذاتي عادة ما يكون لفترة زمنية محددة، فعلى سبيل المثال، في كثير من الدول يوصى الأشخاص الذين يعانون من الأعراض بالعزل الذاتي لمدة لا تقل عن سبعة أيام، يجب على أفراد أسرهم وغيرهم ممن كانوا على اتصال وثيق بهم أن يعزلوا أنفسهم لمدة لا تقل عن 14 يوما للسماح بفترة الحضانة ومعرفة ما إذا كانوا يستمرون في تطوير المرض بأنفسهم.
وبينما نتعلم المزيد عن الفيروس من المحتمل أن تتغير هذه النصائح، ومع ذلك في الوقت الحالي يمثل هذان الأسلوبان بعض أقوى الأدوات التي لدينا في التعامل مع هذا الوباء العالمي.
وينطوي العزل الذاتي على تطبيق أكثر صرامة واتساعا للممارسات البعيدة مثل: عدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة، عدم السفر، عدم مغادرة المنزل، وبدلا من ذلك يطلب من الآخرين المساعدة إذا كنت بحاجة إلى الإمدادات.
تظل التجربة الكورية في التعامل مع جائحة كورونا نموذج فريد يجب ان نتعلم منه الكثير ، كون أن كوربا الجنوبية تعاملت مع الوباء بطريقة فريدة تقوم على أساس الانفتاح الكامل، والحفاظ على النشاط الاقتصادي بدون حدوث إصابات ووفيات كبيرة، الأمر الذي أثار إعجاب الكثير من الدول بالتجربة الكورية الجنوبية، فسر نجاح النموذج الكوري في التعامل مع وباء كورونا يظل أمر مثار اهتمام الدول الأخرى، فقد تمكنت من إبطاء منحنى تفشي الوباء على الرغم من أنها كانت واحدة من أولى مراكز الفيروس في العالم .
.. كانت كوريا الجنوبية فعالة في السيطرة على معدل الوفيات في البلاد ليس من خلال حظر السفر ولكن بدلاً من ذلك من خلال إجراءات الحجر الصحي الصارمة والاختبارات الصارمة، بدأت على الفور في اختبار مئات الآلاف من الأشخاص عديمي الأعراض، بما في ذلك في مراكز القيادة. استخدمت كوريا الجنوبية تطبيق تتبع مركزياً، ، والذي يُبلغ المواطنين علناً بالحالات المعروفة على بعد 100 متر من مكان وجودهم .
تبنت كوريا الجنوبية نموذج إتاحة المعلومات، والمشاركة العامة، والفحوصات على نطاق واسع. يتم الاتصال بجميع الأشخاص الذين اختلط معهم المرضى المصابون بـ«كورونا» المستجد، وإجراء فحوص لهم .
كوريا الجنوبية التي كانت ذات يوم أسوأ بلد تفشي فيها خارج الصين، لكن على الرغم من ذلك ظلت الحياة مستمرة بشيء من الحياة الطبيعية. يصطف العشرات أمام الصيدليات لشراء أقنعة الوجه الممنوحة من الحكومة كل أسبوع ويعمل الكثيرون من منازلهم، لكن الشركات لا تزال مستمرة والمدن لم تخضع بعد لإغلاق من قبل الحكومة. .
السلوك الصّارم، والخبرة السابقة، خصوصاً في تعامل السلطات مع تفشي فيروس السارس في العقد الماضي، إضافة الى امتثال السكان للمبادئ التوجيهية والتزامهم الصارم بكل توجيهات الدولة في حالات الطوارئ، وحفاظهم التام بخصوص النظافة، حيث تمكنت كوريا الجنوبية من إجراء أكثر من 15 ألف فحص تشخيص يومياً، وأجرت 220 ألف فحص حتى منتصف مارس 2020. ولديها أكثر من 500 مختبر مخصصة لإجراء الاختبارات، بينها أكثر من 40 مرفقاً يمكن الحصول على الخدمة فيها عبر المرور بالسيارة (درايف ثرو) ما يقلل من الاحتكاك بين المرضى والأطقم الصحية .
كوريا الجنوبية واحدة من الدول القليلة التي يواصل اقتصادها العمل بشكل جيد. المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية مفتوحة. الناس يمشون في الشارع، معظمهم يرتدون الأقنعة. في نهاية الأسبوع يمارس الناس الرياضة والتنزه. وتعمل المصانع. ومع ذلك، فإن معظم الناس حريصون ويفضلون الجلوس في المنزل والعمل منه. الحدود مفتوحة ولكن من يدخل يجب فحصه وعزله لمدة أسبوعين.
ترصد كوريا تحركات الشخص المصاب من خلال استخدامه بطاقة الائتمان المصرفية، وصور الكاميرات المغلقة وتتبع الهاتف النقال. وتنشر تلك المعلومات على مواقع حكومية مع رسائل نصية تحذيرية ترسل إلى الأشخاص عندما يتم رصد إصابة جديدة في المنطقة التي يعملون أو يعيشون فيها، ويثير هذا الإجراء قلقاً إزاء مسألة الخصوصية، لكنه مكّن الناس من التقدم لإجراء فحوصات .
أثبت النموذج الكروي الجنوبي في مواجهة جائحة كورونا القائم على الاستعداد الجيد، واستخدام التكنولوجيا في تتبع الحالات المصابة، والاستفادة من التجارب السابقة وعدم إغلاق المدن والمنشآت الصناعية والمصانع فعاليته في مواجهة خطر الفيروس، فقد تراجع معدل الإصابات والوفيات في كوريا الجنوبية رغم أن كوريا الجنوبية كانت مركز الوباء الثاني بعد الصين، ما يؤكد أن الاستعداد الجيد وتسخير مقدرات الدولة والمجتمع عامل مساعد في الحفاظ على الصّحة العامة والنشاط الاقتصادي . . اتوقع في الاردن بدات الدولة الاردنية باتخاذ اجراءات جيدة في بداية الازمة وسيطرت على الامور وما يلزمنا حاليا ان نلتقط انفاسنا وان تدار الازمة من مختصين وخليه ازمة متميزة ونستقطب الخبرات واصحاب الكفاءات الاردنية من الخارج او الداخل وان يبتعد عن الساحة الكثير من المنظرين والتصريحات المتناقضة من كثير من الاشخاص وليكن مركز ادارة الازمات هو المرجعية في السيطرة على هذا الوباء الخطير وليقوم كل مواطن بواجبة تجاه بلدنا وتجاه ارواح وابناء الاردن وتجاه اهلة ومحبية ولا نبقى نكابر حتى باحلك الظروف فالوضع لا يحتمل المجاملات ولا التنظير ولنتق الله بانفسنا وكل شخص منا يقوم بواجبه تجاه نفسة وان تبحث الدولة والمختصين عن حلول صارمة وقابلة للتطبيق وتكون ذات اثار ايجابية على الوطن وان لا تذهب الجهود سدى وان نستفيد من تجارب الدولة التي سابقتنا في مكافحة هذا الوباء العالمي والله اسال ان يحفظ الاردن واهلة واجهزته الامنية والعسكرية والصحية من كل شر وان يقوم الجميع بواجبهم تجاه هذا الوباء وان يتم وقف كافة التصرفات والممارسات الضارة والغير صحيحه ويتم تطبيق القانون على المخالفين بصرامة حتى لا نقع بالمحظور وتستمر حالة التردي في عدد المصابين والوفيات في بلدنا فالانسان والروح اتوقع اغلى ما نملك في الحياه والخالق عز وجل امرنا بالمحافظة على انفسنا وعدم القاء الانفس بالتهلكة وهذا بحاجة لعمل وتطبيق وممارسة والله نسال ان نرى عما قريب سيطرة كاملة على هذا الوباء والله هو الحامي والقادر على كل شي