قراءة | التعديل الأول في حكومة ( حسان ) … حين تُختبر النوايا وتُقرأ الرسائل

5 أغسطس 2025
قراءة | التعديل الأول في حكومة ( حسان ) … حين تُختبر النوايا وتُقرأ الرسائل

بقلم المهندس خالد بدوان السماعنة

في حياة الحكومات، هناك لحظات مفصلية لا تُقاس بالضجيج الإعلامي، بل بما تحمله من إشارات سياسية ووجدانية.

واليوم، مع أول تعديل وزاري يجريه دولة الدكتور جعفر حسان، نعيش إحدى تلك اللحظات.

الناس تنظر إلى الأسماء، ونحن نعرف – من عمق المطبخ السياسي – أن ما يهمّ فعلاً ليس من جاء ومن غادر، بل لماذا، وكيف، وإلى أين؟

إن تغيير الأشخاص لم يكن يومًا غايةً بحد ذاته. فالحكومات ليست ساحة اختبارات، ولا مسرحًا للخلود، بل هي كيان حيّ يتشكل ويتطور وفقًا لحاجات الدولة ومراحلها.

والتعديل، في عمقه، لا يعني فشل من خرج، كما لا يعني بالضرورة أن القادم هو المنقذ.

بعض المغادرين يُغادرون حفظًا لمكانتهم، لا خسرانًا لثقة الدولة فيهم.

وقد يكون خروجه فرصة لإعادة توظيفه لاحقًا في موقع أدق، أو في مرحلة أكثر توافقًا مع طاقاته.

فالدولة التي تحترم أبناءها، لا تحرق أوراقهم، بل تحفظهم في الذاكرة الحيّة لصنّاع القرار.

أما القادمون، فليسوا مجرد بدلاء، بل هم أمانة جديدة تُلقى على الكتف، وعليهم أن يفهموا أن الشعب لا يمنح ثقته بسهولة، وأن زمن “الوعود الكبيرة بلا أفعال” قد انتهى.

نحن، كمن يعيش داخل ماكينة الدولة، ندرك أن إدارة الدولة لا تُقاس بالشعبية المؤقتة، بل بقدرة الفريق على تحويل السياسات العامة إلى نتائج محسوسة.

نعلم كم هو معقد مزيج “الولاء والكفاءة”، وكم تحتاج الدولة إلى توازن نادر بين السياسي المتزن، والتكنوقراط المتفهم، والمسؤول القريب من الناس.

هذا التعديل ليس مجرد ترتيب إداري… بل إعلان نية.

نية تقول: نحن نتحرك. نعيد التشكيل لا لمجرد التغيير، بل لنُحسّن الأداء، ونقرّب المسافة بين الحكومة والمواطن.

وفي النهاية، يبقى الحكم للميدان.

فالوجوه قد تتبدّل، لكن الثابت هو وجدان المواطن الذي لا يُخدَع بالشعارات، ولا ينسى من أنصفه، ولا يغفر لمن خذله.

دمت يا أردن بخير ،،