نشر الدكتور حسن البراري على حسابه في فيسبوك تفنيدا لرواية دولة الاستاذ احمد عبيدات عن اتصالات الملك حسين بالاسرائيليين ..وقال: تصريحات أحمد عبيدات بشأن لقاءات الملك حسين مع الإسرائيليين تأتي خارج السياق ولا أجد أن تبريراته أو حتى شرحه للحدث كانت مقنعة، ولا يبدو لي أنه كان على اطلاع كافٍ بجوانب القضية. فمن الواضح من تسجيلات الأرشيف الإسرائيلي أن الملك حسين رفض بوضوح خطة ألون، ورفض الخيار الأردني، ورفض فكرة للتنازل عن شبر من الضفة الغربية أو القدس. كان الملك مستعدًا للسلام، ولكن بشرط واضح ومحدد: الأرض مقابل السلام. وكان هناك بين الإسرائيليين من يرى بأن بدء المفاوضات مع الملك حسين هو أسهل لكن شروط الملك للسلام لا يمكن تحقيقها بيد أن بدء المفاوضات مع الرئيس الراحل عرفات كان أصعب سياسيا لكن اسهل من حيث امكانية التوصل إلى اتفاق، وهكذا جاء أوسلو الذي يمكن وصفه بانه اتفاق فرساي.
كان ينبغي فهم السياق العام للأحداث، فكانت هناك حرب باردة عربية بين الأنظمة الملكية والجمهوريات، وكما يبدو أن استهداف الأردن من الأنظمة الجمهورية وبخاصة عبدالناصر كانت سببًا رئيسيا لدخول إسرائيل على معادلة الأمن الإقليمي وخلف خيارات عند القيادات ومن ضمنها الملك حسين رحمه الله.
إضافة إلى ذلك، يجب التذكير بأن الإسرائيليين لم يقتصروا في اتصالاتهم على الملك حسين فقط، فقد سعوا بعد حرب 1967 إلى إيجاد قيادات محلية بديلة في الضفة الغربية وفشلت المحاولة بعد أن قطعت شوطا طويلا، وقبل ذلك وفتحوا قناة تواصل في باريس مع الرئيس جمال عبد الناصر، والتي أغلقها الأخير بعد فضيحة لافون في 1954. كما أن هناك تاريخًا من اللقاءات السرية بين الوطنيين السوريين والصهاينة، وهو ما وثّقه محمود محارب في كتابه القيّم، وقد وصل الأمر أن عرض حسني الزعيم سلاما مع إسرائيل مع استعداد الزعيم استقبال 300 ألف لاجئ.
التركيز الإعلامي الحالي على لقاءات الملك حسين التي تحدث عنها في مقابلة حصرية مع آفي شلايم عام 1996، والتي نُشرت في صحيفة الجارديان يبدو وكأنه إعادة اكتشاف لعجلة قديمة. ينبغي التساؤل عن الأجندات التي تقف وراء هذا التركيز المفاجئ على هذه الجزئية دون غيرها، في سياق تاريخي مليء بالاتصالات المعقدة والمواقف الحاسمة شملت منظمة التحرير أيضا.