في زيارة غير مسبوقة.. وفد درزي سوري يتوجه إلى إسرائيل

منذ 6 دقائق
في زيارة غير مسبوقة.. وفد درزي سوري يتوجه إلى إسرائيل

وطنا اليوم:توجّه قرابة ستين رجل دين درزي صباح الجمعة من محافظة القنيطرة في جنوب سوريا، نحو اسرائيل، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس، في زيارة غير مسبوقة.
وجاءت الزيارة تلبية لدعوة وجهها الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف، وتتخللها زيارة مقام ديني، ما أثار انتقادات عدد من الدروز، لا سيما أنها تأتي بعد تصريحات اسرائيلية تعهدت بحماية دروز سوريا.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو توثق لحظة استقبال الوفد، حيث ظهر الحاضرون وهم ينشدون أنشودة “طلع البدر علينا”، التي استقبل بها الأنصار النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند هجرته إلى المدينة المنورة.
وتجمع نحو ستين رجل دين درزي صباح الجمعة عند أطراف قرية حضر، الواقعة في المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان التي تحتل اسرائيل القسم الأكبر منها، على مرأى من الجنود الإسرائيليين المتمركزين في نقاط مستحدثة في أطراف القرية.
وشاهد مراسل فرانس برس باصين دخلا من الجانب الاسرائيلي، وسط تدابير امنية مشددة.
وقال مصدر مواكب للزيارة من دون الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس إن الجيش الإسرائيلي منع الوفد من حمل هواتف خلوية معهم أو اقتراب الصحافيين منهم أثناء تجمعهم.
وتتخلل الزيارة، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الوفد الخميس، زيارة مقام النبي شعيب الذي له مكانة خاصة عند الدروز عصر الجمعة، كما يشارك الوفد صباح السبت في افتتاح مقر ديني في قرية البقيعة في شمال اسرائيل، بحسب برنامج الدعوة الموجّه من الشيخ طريف.
ويتوزّع الدروز بين لبنان وإسرائيل والجولان المحتل وسوريا، حيث تشكل محافظة السويداء (جنوب) المجاورة للقنيطرة معقلهم الرئيسي.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، تمكن الدروز الى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة.
وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الاجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.
وأثارت تصريحات اسرائيلية مؤخرا بلبلة في سوريا، بعدما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مطلع الشهر الحالي إنه “إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه”، وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضاحية دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحييون.
وأبدى قادة ومرجعيات دينية درزية رفضهم للتصريحات الإسرائيلية. واكدوا تمسكهم بوحدة سوريا، وهو ما أكده الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بدعوته المجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل للانسحاب “الفوري” من مناطق توغلت فيها في جنوب سوريا، عقب إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وتجري حاليا محادثات بين ممثلين عن الطائفة الدرزية والإدارة الجديدة في سوريا للتوصل إلى اتفاق يضمن دمج فصائلهم المسلحة في وزارة الدفاع السورية.
– أصدرت مشيخة العقل الدرزية في لبنان، بيانا حول “الزيارة التاريخية” لوفد ديني درزي سوري إلى إسرائيل.
وحذّرت مشيخة العقل الدرزية في لبنان، اللبنانيين من المشاركة في زيارة للأماكن الدينية المقدسة بإسرائيل، وذلك على خلفية ما يتم تداوله من أنباء عن تخطيط وفد ديني درزي سوري للقيام بهذه الزيارة.
وقال المكتب الإعلامي في مشيخة العقل، في بيان له: “بعد إعلامنا بالدعوة الموجّهة إلى مشايخ حضر وإقليم البلّان لزيارة الأماكن المقدسة في الأراضي المحتلة، فإن مشيخة العقل في لبنان تحذّر مجددا الأخوة اللبنانيين، من مخاطر الانجراف العاطفي وتبعات المشاركة في هذه المناسبة وغيرها، لما يترتب على ذلك من مسؤولية قانونية على كل من يدخل الأراضي المحتلة”.
وأكد بيان مشيخة العقل الدرزية في لبنان على “المحاسبة الدينية، ورفع الغطاء بالكامل عن كل مخالف لتلك التوجهات”، حيث أعربت المشيخة عن أملها في “التفهم والتجاوب بمسؤولية والتزام”.