جهود مميزه للدبلوماسية الأردنية بقضية الطفل ( الوليد)

23 يوليو 2022
جهود مميزه للدبلوماسية الأردنية بقضية الطفل ( الوليد)

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

بعد ثلاثة أسابيع على خطف الوليد إبن المذيعة والإعلامية أحلام العجارمة والمقيمه في إسطنبول يعود إلى حضن والدته وعائلته ويلتم شمل الأسرة مرة أخرى ، وعلى الفور تواصلت المذيعة أحلام العجارمة بالسفارة الأردنية في أنقرة / تركيا وبلغتهم بحادثة الخطف لإبنها الوليد ، وبدورها سفارتنا بلغت المركز أي وزارة الخارجية لأنه جزءاً من مهامها وعملها الدبلوماسي للرعايا الأردنيين في الخارج ، وتشكلت غرفة عمليات بالوزارة وبتوجيه مباشر من الدبلوماسي المخضرم السيد أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني ومتابعة حثيثة وعلى مدار الساعة من قبل السفير المميز الدكتور هيثم أبو الفول مدير وحدة مركز العمليات بوزارة الخارجية .
ونتيجة لهذه الجهود المبذولة والكبيرة من قبل وزارة الخارجية تم إعادة الطفل ( الوليد) إلى أسرته وكما أخبرني السفير الدكتور هيثم أبو الفول والذي ألتقيت به في مكتبه بوزارة الخارجية مساء أول أمس الخميس حيث إنه يعمل لساعة متأخرة من الليل كوني أتابع قضية دولية مقتل شقيقين أردنيين ( طلاب) في قبرص التركية وبالتنسيق الكامل مع وزارة الخارجية وسفارتنا في انقره . وأضاف السفير المميز الدكتور أبو الفول إنه لم يكن يشعر بطعم النوم والراحة خلال العشرين يوماً لأختطاف الطفل ( الوليد ) وكأنه أحد أبنائه إلا بعد أن تم تبليغه من خلال السفارة الأردنية في أنقرة والتي كان لها الدور الكبير أيضاً في التواصل مع كافة الجهات الرسمية والأمنية التركية ، وكذلك الجهد الكبير والمميز والمهنية العاليه الذي بذلته دائرة المخابرات العامة ( فرسان الحق ) بالتعامل مع هذا الملف ومع الجهة الإرهابية الخاطفة للطفل الوليد والذي تم تهريبه من تركيا إلى داخل الأراضي السورية وبالتنسيق الكامل مع كافة الجهات الأمنية التركية للوصول إلى هوية الخاطفين ومعرفة الجهة ألتي نقل إليها الطفل الوليد من قبل الخاطفين .
وفي لقائي مع السفير المميز الدكتور هيثم أبو الفول أخبرني أيضاً أن لحظات الإنتظار الطويله على الحدود التركية – السورية كانت قاسية وصعبة على المذيعة أحلام العجارمة وعلينا نحن أيضاً لأن المفاوضات مع الخاطفين كانت صعبة جداً ، والحمدلله رب العالمين الجهود المبذولة والمشتركة من قبل الجميع سواء أردنية أو تركية أثمرت عن عودة الطفل الوليد إلى حضن والدته أحلام العجارمة والتي عبرت عن هذا الإمتحان الصعب ، وشكرت الله أولاً على عودة طفلها الوليد والخلاص من هذا الكابوس المزعج ، وشكرت كل من وقف معها في هذه المحنة القاسية كما أخبرني السفير المميز الدكتور هيثم أبو الفول .
الدبلوماسيه الأردنية تجدد النجاح تلو النجاح والتميز والمهنية في عملها الدبلوماسي
ولم يأتي تعديل إسم وزارة الخارجية ليصبح وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في عام 2013 وبتوجيهات ملكية سامية وذلك لايلاء المغتربين الأردنيين المزيد من الإهتمام والرعاية والمتابعة في دول الأغتراب ، ولتعزيز قنوات الإتصال والتواصل معهم وتعميق روابطهم بالوطن الأم ، مما ترتب عليه إعادة هيكلة الوزارة لتضاف إلى الهيكل التنظيمي لها مديرية متخصصة في هذا الشأن لمتابعة شؤون المغتربين الأردنيين في الخارج ويرأسها الآن الدبلوماسي المخضرم الدكتور هيثم أبو الفول .
وزارة الخارجية لديها ( 59 ) بعثة دبلوماسية على مستوى العالم ، إضافة إلى تمثيل غير مقيم في ( 87 ) دولة ، وعبر مسيرة طويلة من البذل والعطاء من خلال العمل الدبلوماسي لتعزيز الدور الأردني وإبراز المواقف الوطنية في كافة المحافل الدولية والدفاع عن مصالح أردننا الغالي ورعاياها في الخارج والدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ولحماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية إنطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف ، وهذا ما لمسناه مؤخراً في قمة جده للأمن والتنمية والتي عقدت في المملكة العربية السعودية الشقيقة والذي تحدث جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه بكلمته نيابة عن الشعب العربي الفلسطيني الشقيق والذي يرزح تحت نير الإحتلال الإسرائيلي .
وزارة الخارجية وشؤون المغتربين خلال هذه المسيرة الطويلة من البذل والعطاء قدمت العديد من شهداء الواجب الذين قدموا دماؤهم الزكية والطاهرة دفاعاً عن هذا الوطن الغالي ومنهم الشهيد نائب المعايطة رحمة الله عليه والذي كنت أعرفه عن قرب أثناء عملي ووجودي في لبنان عام 1994 .
لقد عملت الدبلوماسية الأردنية العريقة والتي قادها ويقودها الهاشميون وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه والذي يسير على نهج الآباء والأجداد تسري في عروق الأردنيين بكل فخر واعتزاز حتى لو لم نتشرف بحمل حقيبة دبلوماسية بعد .