وطنا اليوم:غيب الموت، مساء الأحد، الشاعر السوداني الكبير محمد طه القدال عن عمر يناهز السبعين عاما وبعد رحلة طويلة من العطاء الشعري الذي ألهم الكثير من السودانيين.
وعرف القدال – الذي هجر دراسة الطب – من أجل التفرغ للشعر – بمفرداته الخاصة المستمدة من البيئة الثقافية واللغوية التي نشأ فيها في منطقة “الجزيرة” وسط السودان، وصنفه عبد الرحمن الأبنودي كواحد من أفضل الشعراء العرب.
وبدأ القدال مسيرته الشعرية في نهاية ستينيات القرن الماضي، لكن نجمه سطع بقوة في بداية الثمانينات حيث برز كشاعر ثوري وجد شعره صدا كبيرا في الشارع السوداني في ذلك الوقت وكان أحد الملهمين لانتفاضة نيسان/أبريل 1985 التي أطاحت جعفر النميري، كما كان أيضا أحد الملهمين لثورة كانون الأول/ديسمبر.
وخلال العقود الثلاثة الماضية اكتسب القدال حضورا جماهيريا كبيرا إلى جانب الراحلين محجوب شريف ومحمد الحسن حميد اللذان سطع نجمهما أيضا في مجال الشعر الثوري والتراثي.
وتغنى بشعره عملاق الفن السوداني الراحل مصطفى سيد أحمد إضافة إلى مجموعة “عقد الجلاد”.
وكرس القدال حياته من أجل الشعر ونشر الثقافة والتراث، مركزا على الشعر الثوري السهل أحيانا والموغل في المعاني العميقة أحيانا أخرى والذي يمجد الحياة والوطن والحرية ورفاه الإنسان،
وبقدر ما كان القدال محل احترام وتقدير من قبل النقاد واحتفاء كبير من قبل الجمهور، كان الخصيم الأول للدكتاتوريات التي مرت على البلاد خلال سنوات حياته.