شذرات عجلونية (27)

25 يونيو 2021
شذرات عجلونية (27)

الدكتور: علي منعم القضاة

ألا حيّها عجلون من بُرْدَةِ الهوى           أسامرها بدراً؛ فترسمني شمســا

القراء الأعزاء أسعد الله أوقاتكم بكل الخير، حيث كُنتُم، وحيث بِنتُم، نتذاكر سويا في شذراتي العجلونية، ففي كل شذرة منها فكرة في شأن ذي شأن، ننطلق من عجلون العنب والذهب، عجلون الحب والعتب، لنطوف العالم بشذراتنا، راجياً أن تروق لكم.
شهداء على أرض فلسطين
قدمت عشيرتي القضاة فرع عجلون؛ ونحن أبناؤها جميعاً نفتخر بهم ما يقرب من عشرين شهيداً، دفاعا عن فلسطين، كثير منهم ما زالوا ينعمون بالرقود في أرض فلسطين المباركة؛ انا شخصياً شاركت بجنازات شهيدين من شهداء الكرامة، ما زلت أذكر بزتهم العسكرية الشتوية، وكأنها أمام ناظري اللحظة، رحم الله الشهيد محمد علي عبدالله عودة الله القضاة، والشهيد عبدالله فالح المحمود القضاة، ورحم الله جميع شهداء معركة الكرامة.
ورحم الله والدي الذي طالما حدثني عن رحلاته، الكثيرة إلى حيفا ويافا يبيع العنب، فلم يكن هناك حارس ولا بواب بين ضفتي النهر، بلاد واحدة، شعب واحدة، علاقات محبة ومصاهرة وقرب ونسب، تقسيماتنا الإدارية كانت شرق وغرب، وقد كانت طبريا هي مركز سنجق عجلون.
ما الغريب، أو الجديد في الكلام
ضجت الصفحات والمواقع، وثار بعض الناس، وامتعض آخرون، وثار الشارع الأردني حول ما كُتِبَ عن معركة الكرامة، التي ما زال بعض رموزها شاهدين، وهم على قيد الحياة، ويمكن لهم أن يدحضوا قوله، وكثير من أبناء شهداء الكرامة صاروا في الخمسينيات من عمرهم، وكل هذا يرد عليه دون ضجيج، نحن نقرأ ونسمع مقالات وتصريحات مماثلة كل يوم، فما الغريب، الكاتب هو ذاته لم يتغير فكره، ولا رأيه ولن يتغير، ولكنكم لم تكونوا ترونه بهذا الوضوح، هذا فكره وهذا شعوره، وعلى هذا سيبقى إلى يوم الدين.
العلاقة بين الأردن وفلسطين
تبدو العلاقات الأردنية الفلسطينية الأكثر تعقيداً والأكثر أهمية في منطقة الشرق الأوسط؛ بسبب العلاقات المتينة بين كلا الشعبين الأردني والفلسطيني، والمواقف والعلاقات التاريخية، والديموغرافية، والسياسية، ووشائج النسب والمصاهرة بين الأردن وفلسطين، هي علاقة تسمو على كل الحكومات في البلدين، كما إنها أقوى من أية خلافات قد يفتعلها أُناس هنا، أو هناك، ولا يمكن أن تنال منها كل الاختلافات السياسية، ولا ظروف التوتر التي تسود منطقة الشرق الأوسط. فهي علاقة ذات معنى خاص، وعلاقة مميزة، ودون شك فإن الحديث اليومي للشارع الأردني، هو القضية الفلسطينية، لأنها القضية الأهم التي تعلب دوراً مهماً في ترتيب الأجندة الأردنية السياسية، وفي حياة الأردنيين من جميع النواحي.

يا ناطر الدبس
شَغَلَ الذي يثير بينكم ضجةً، أو تثور حول مقالته ضجةٌ، عندما اعتبر أن قرار معركة الكرامة كان بيد ياسر عرفات، وكأن موقع المعركة لم يكن في أراضٍ أردنية، وأن القرار لا علاقة للأردن به من قريب أو بعيد، شغل قبلها العديد المناصب المتقدمة في الأردن، نذكر بعضها لمن لا يعرف: فقد كان عضو المجلس الأعلى للإعلام، وعضو مجلس إدارة الإذاعة والتلفزيون الأردني، وعضو الهيئة الملكية للأردن أولاً، وعضو لجنة تطوير الأحزاب السياسية المنبثقة عن هيئة الأردن أولاً، ولعلكم تعرفون كل تلك المسميات ونواتجها؛ وهو الآن عضو اللجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية؛ وهي دعوة مني لكل ذي بصيرة أن ينظر إلى مستقبل هذه المنظومة السياسية، وما سوف يكون عليه الإصلاح مستقبلاً. كما إنني أختم بالقول ولعلكم تذكرون قولي يوماً ما؛ إن هذا المقال، وهذا التصريح سوف يكون الأسهل والأقل شأناً، وسوف تكون جميع التصريحات فيما بعد، أشد مرارة، والأيام بيننا.
الدكتور:علي منعم القضاة
أستاذ مشارك في الصحافة والنشر الإلكتروني
E-mail:dralialqudah2@gmail.com