أصداء المعركة الكبرى: حديث لأول مرة عن تحرير فلسطين بالكامل

17 مايو 2021
أصداء المعركة الكبرى: حديث لأول مرة عن تحرير فلسطين بالكامل

وطنا اليوم:لا تزال أصداء المعركة الضروس التي تخوضها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي مسيطرة على الأجواء في مصر والعالم.
اللافت كان حضور أجواء النصر و الأمل وغياب أجواء اليأس و الهزيمة رغم كل شيء.
د. إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية واصل تحليله للأوضاع بتأكيده أن لا مجلس الامن الدولي ، ولا منظمة التعاون الاسلامي، ولا الجامعة العربية، ولا المجتمع الدولي المزعوم، ولا الرأي العام العالمي، ولا الدول الصديقة او الشقيقة ، ولا أحد من كل هؤلاء او غيرهم سوف ينقذ غزة او القدس من هذا العنف الاسرائيلي المفرط الذي تجاوز في وحشيته وهمجيته كل الحدود والمعايير الحضارية والانسانية والاخلاقية ، وهو العنف الذي يقف اليوم يتحدي العالم والعالم لا يحرك ساكنا لردعه او وقفه وكأن ما يحدث في غزة يحدث في عالم آخر غير هذا العالم او كأن اسرائيل فوق العالم لا يجوز عليها ما يجوز علي غيرها.
وأضاف مقلد قائلا: “ولو ان الاسرائيليين كانوا يعرفون معني المحرقة التي صدعوا بها رءوسنا ، لما فعلوا بهؤلاء المدنيين المسالمين الابرياء كل ما فعلوه من قتل وتدمير وتخريب همجي بربري لا مثيل له”.
وعن الحل الذي يراه، قال مقلد إنه يتمثل في استمرار المقاومة الفلسطينية بكل اشكالها وصورها بما فيها الدخول مع الاسرائيليين في حرب استنزاف قاتلة بطيئة تدمر لهم شرايين حياتهم، وتضرب استقرارهم وهدوءهم ، وتحرمهم من الشعور بالامن والامان.. حرب استنزاف تمتد الي كافة مدنهم واماكن تجمعاتهم ومستوطناتهم، ومراكز تسوقهم، ووسائل مواصلاتهم، ومنتجعاتهم، ولتكن هذه هي استراتيجية المقاومة للمرحلة القادمة من تطور الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، مشيرا إلى أنه وقتها سوف ينقلب السحر علي الساحر..وسوف يجد الاسرائيليون انفسهم مرغمين علي الانحناء امام العاصفة ، وبدون ذلك فلن توقفهم قوة في العالم ، بعد ان رأينا من العالم ما رأيناه من سلبية وتخاذل يندي له الجبين.
واختتم قائلا: “واذا كانت مواجهة اسرائيل كقوة احتلال بقوة عسكرية تضاهي قوتها تبدو مستحيلة، فان جعل شرايين حياتها تنزف دماءها، وزرع الموت في طرقاتها، ووضع شعبها في حالة من الذعر والهلع الدائم ، وحرمانه من الاحساس بالامن وهو اكثر ما يؤرقه ويشغله ويستحوذ علي اهتمامه والذي من اجله تمت عسكرة الدولة الاسرائيلية بالكامل ، اقول ان هذا الاستنزاف الشامل والمستمر لاسرائيل وشعبها هو الطريق ال الخلاص الذي لا بديل له…. فحرام ان يدفع الفلسطينيون كل هذا الثمن من دمائهم وارواحهم وممتلكاتهم وان تدك لهم بيوتهم فوق رءوسهم علي مرأى ومسمع من العالم، ولا يكون هناك الرد المؤلم والموجع عليه….ولا بأس من التجربة.وكم من قوي عظمي هزمت وانهارت امام هذا النوع من حروب الاستنزاف البطيئة والمدمرة.. ولن تكون اسرائيل استثناء منها”.
طارق رمضان
من جهته دعا المفكر السويسري طارق رمضان العالم لينظر إلى ممارسات الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ، مشيرا إلى أنه عندما يحكم كل الدول العربية دكتاتوريات ،فمن الطبيعى ان تكون اسرائيل الديمقراطية الوحيدة فى المنطقة.
وربط رمضان في لقاء نظّمه عبر الإنترنت عن فلسطين بين ما يسمى بالديمقراطية الإسرائيلية وعمليات قتل الاطفال والنساء فى غزة والشيخ جرّاح.
من جهته قال المخرج المصري خالد يوسف إن فلسطين ستتحرر فقط بشرطين:
– اصرار اهلها وتصميمهم علي استرداد وطنهم ..و هذا مايحدث الان وكان يحدث دائما منذ النكبة.
-و إقناع الرأي العام العالمي بعدالة قضيتنا لتضغط علي حكامها وهذا ما بدأ حثيثا تزامنا مع مايحدث الان ومن هنا أهمية وعظمة مايحدث الآن.
وقال يوسف إن جنوب افريقيا مثلا تحررت بفضل اصرارهم جيلا بعد جيلا ونجاحهم في اقناع الرأي العام العالمي بأنه نظام فصل عنصري عندها سقط النظام بلا حرب ولا ثورة.
وأضاف أنه لو دخلت الامكانات العربية الهائلة سواء المادية او البشرية سلاحا في معركة ايقاظ الضمير العالمي وافهامه القضية بكل الوسائل السياسية والاعلامية والثقافية والمجتمعية بجانب الدماء الطاهرة التي تسيل علي الارض ستتحرر فلسطين.
ولفت يوسف إلى أن الرأي العام العالمي مازال في صف اسرائيل ويفهم القضية علي ان هناك شعب مسالم اسمه الشعب الاسرائيلي وحوله غابة من الاشرار والمتوحشين العرب اللي عايزين يرموه في البحر، مشيرا إلى أنه يجوب العالم منذ سنوات لم يجد الا واحد او اتنين في الميه من الناس حول العالم اللي فاهمين حقيقة القضية.
واختتم يوسف مؤكدا انه برغم انحياز تلك الحكومات الكبري لاسرائيل وخوفهم من اللوبي الصهيوني وقوته ، فانها ستنهار امام رأي شعوبها غصب عنها .
المؤرخ الفلسطيني الكبير عبد القادر قال إن فلسطين وحدتنا كوطنيين بمختلف أطيافنا نحن أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف أماكن تواجدنا 48 والضفة والقطاع والخارج.
وأضاف ياسين أن فلسطين أيضا وحدت الشارع العربي كذلك، مشيرا إلى أن مواقف بعض الأنظمة العربية توازنت ، وانفجرت أشكال التضامن مع قضيتنا الوطنية في شتى أنحاء العالم خاصة في أوروبا.
وقال ياسين إنه مما لا شك فيه أن هذه النجاحات دفع ثمنها باهظا لكن “لا حلاوة بدون نار”.
وقال إنه يجب ملاحظة أن الأيام التي سبقت هذه المواقف البطولية من الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حماس والجهاد ،كاد المقدسيون أن يفقدوا الأمل وكدنا نتحول نحن الفلسطينيين إلى أبناء حارات لا وطن لنا، لذا ما أن استجابت غزة لنداء القدس، ونشرت يديعوت احرونوت ” شكرا لله أن أرسل لهم محمود عباس وإلا فإن جبهة أخرى كانت ستفتح في الضفة الغربية ضد الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال ياسين إن عباس وأجهزة أمنه قاموا بالواجب في هذا الصدد!
في ذات السياق طلب الدكتور ممدوح حمزة وعدا من فلسطين بعودة ام الرشراش لمصر بعد التحرير.
وأردف حمزة: “مساندة صغيرة لاخوك الكبير وانتم ولاد اصول”!
من جهته وصف العميد المصري محمد بدر أحد أبطال حرب أكتوبر الجيش الإسرائيلى بأنه جيش هش سهل قهره وكسر شوكته اذا توفرت الإرادة، مشيرا إلى أن هذا هو الدرس والنتيجة الحقيقية لجولتى حرب أكتوبر الاستنزاف ومعارك السادس من اكتوبر.