وطنا اليوم – محرر الشؤون المحلية – في ظل التغييرات التي أُعلن عنها اليوم بتولي الوزير الاسبق “جعفر حسان” منصب مدير مكتب جلالة الملك، بالتوازي مع إستقالة أو إقالة كلاً من “هيفاء الخريشا” مسؤولة السياسات في الديون الملكي، والتي بقيت خلال الأشهر الستة الماضية العنصر البارز والانشط في ادارة ملفات مجلس السياسات الوطني، كما استقال الدكتور كمال الناصر المستشار في الديون الملكي و الشخصية البارزة التي ابتعدت عن الأضواء منذ ثلاث سنوات، واستقالة مسؤولة البرنامج الاقتصادي في مكتب الملك الدكتورة زينة طوقان.
سبق هذه التعيينات والاستقالات موجة أخرى في شهر اب من العام الماضي حيث إقالة المستشار الخاص آنذاك منار الدباس، فيما يبدو أن التغييرات وهي بالمناسبة توقعتها وطنا اليوم ، قد توحي بأن التغيير بدأ وقد يشمل مناصب قيادية أخرى عقب عيد الفطر مباشرة، حيث توحي التغييرات الأخيرة والتي تزامنت مع الحديث عن انطلاق خلوات حوارية حول الاصلاح وقانون الانتخاب، بأن إعادة هندسة المشهد الاداري قد يشمل أيضاً وزراء في طاقم الرئيس الخصاونة، بعد الجدل الذي اثاره وزراء التأزيم في حكومة اعتبرها مراقبون الأكثر ارباكاً وارتجافاً.
ثمة مؤشرات توحي بأن الأسماء التي غادرت الديوان قد تتحرك باتجاه مناصب دبلوماسية لاتزال شاغرة، فمنصب السفير الأردني في هولندا لايزال شاغراً منذ مغادرة الوزير نواف التل لهذا المنصب، فيما منصب مسؤول البعثة الأردنية في نيويورك هو الاخر بانتظار من يشغله، بمعنى ان إعادة تدوير المناصب واحلال الأسماء التي غادرت القصر الملكي مؤخرا بات أقرب إلى الواقع.
فيما رأي آخر اطلعت عليه وطنا اليوم، يشير إلى أن الخصاونة هو الاخر، يحاول الاستفادة من الوجوه التي غادرت الديوان الملكي مؤخراً، سيما انه يرتبط ببعضها ارتباطاً وثيقاً بحكم عمله السابق مسشاراً في الديوان الملكي، حيث قد يشمل التعديل الوزاري الذي يتطلع اليه الخصاونة لإطالة عمر وزارته، إستغلال الوجوه المقربة من رؤيته السياسية والاقتصادية، من قبيل منار الدباس وزينة طوقان بحيث يشكل ذلك (حسب اعتقاد الخصاونة لا اعتقاد الشارع) ، محركات دفع إضافية للملف الاقتصادي، سيما وان طوقان كانت الأقرب إلى البرنامج الاقتصادي في الديوان الملكي وتعرف تفاصيل الرؤية الملكية جيداً وتتناغم فكرياً مع توجهات الخصاونة.
بالمحصله، يبدو أن المشهد العام برسم التغيير وإعادة التشكيل بطريقة تراعي الانسجام بين التطلعات الإصلاحية التي يجري الحديث عنها، وبين التوجهات الجديدة للإدارة الأمريكية عشية زيارة وفدها الرفيع الى المنطقة، فيما القبول شعبياً بمرحلة التغيير يبدو أنه غير مريح، حيث مواقع التواصل عصفت مبكراً بالشخصية الجدلية “جعفر حسان” الذي تولى منصب مدير مكتب الملك، وتوقعت منصات التواصل الاجتماعي، أيضاً مبكراً ان المرحلة تتجه الى مبدأ الإحلال وإعادة تدوير المناصب لا التغيير في نمط التعاطي مع الملفات التي تشغل الشارع، بشكل مرضي شعبياً ، الأمر الذي قد يوحي بأن الإصلاحات التي يراقبها الشارع والقوى السياسية والحزبية بحذر متناهي، قد باتت في مشهد يبدو أنه أُجتزء بقشرته وليس بمضمونه، و بكل وضوح يبدو أن معادلة التغيير والإصلاح تتقمص قدر الإمكان التوازن، بحسابات الربح والخسارة، لكنها في نفس الوقت توحي بمحاولة تجنب مواجهة مفتوحة مع الشارع ومع القوى الحزبية البارزة التي باتت تستشعر كمائن الاصلاح وتعتبر انه ولد ميتاً واختزل بجلسات استماع بعيد عن النية الحقيقة بإصلاح قد تعتبره بعض القوى السياسية من قبيل لزوم ما لا يلزم.
لا مانع من إعادة النشر شريطة ذكر المصدر