وطنا اليوم – خاص – اسبوع مثير خرج خلاله وزير الإعلام صخر دودين على شاشات التلفزة والمواقع المحلية والأجنبية، في مشهد استطرد فيه كثيراً وزير الإعلام دودين، باستفاضة هائلة على موقع CNN بالعربية، والمواقع التي تستهويه، حيث كشف تفاصيل غير مفهومة تعلقت بعدة ملفات ابرزها حديثه حول صفقة القرن، والموقف الأردني من التصعيد الإسرائيلي في القدس، وملف ما عرف ” بالفتنة”، في إشارة يبدو أن الأولى في الحديث عنها وفيها، وزير الخارجية اكثر من وزير الإعلام الذي استفاض باستخدام مصطلحات وتراكيب كانت بعيدةً عن الدبلوماسية والسياسة الخارجية، حتى بات المتلقي يحلل ويفكك معاني العبارات التي لم تكن في مساق السياسة والعلاقات الدولية.
ثمة حديث جاء على لسان دودين و هنا اقتبس ” يتبع الأردن سياسية تدوير الزوايا الحادة” في التعامل مع الدول والجهات الخارجية التي تربطها بها علاقات دبلوماسية” انتهى الاقتباس. وهنا سقط دودين في عبارات تدوير الزوايا التي لم تكن مفهومة عن أي زوايا يتحدث دودين في مصطلح عميق يبدو أنه اقتبس اقتباسا من سياسات بعض دول الإقليم ولا ينطبق ذلك على النموذج الأردني.
فيما عرج دودين أيضا في استخدام مصطلح غريب رغم عروبيته الا انه ليس في المساقات الدبلوماسية لدولة عمرها تجاوز المائة عام ونيف وهنا اقتبس مرة أخرى من حديث لدودين على موقع CNN بالعربية حين قال : “من الحصافة أن يبقى موقف الأردن كبيت الشعر الذي يقول، “وفي النفس حاجات وفيك فطانة سكوتي، عندنا بيان وخطاب”، مضيفا بأن “المسكوت عنه مهم كما هو المتاح والمباح”، سقطة أخرى وقع فيها المهندس المعماري وزير الإعلام دودين ابتعد فيها دبلوماسياً وسياسياً، ليترك دودين وراءه موجة من التساؤلات، حول ما هو المسكوت عنه وما هو المتاح والمباح يا معالي الوزير.
ثمة سقطة أخرى وقع فيها دودين في سياق حديثه استهجنت المراقبين وأصبح حديث الصالونات في ليلة رمضانية انتظرت أحاديث اكثر سلاسة واخف حديه، وهنا أيضا اقتبس من حديث لدودين حين قال: ” السياسة الناعمة والقوى التي نمتلكها والوصاية الهاشمية هي قوة ناعمة ونحن لا نمتلك صواريخ ولا دبابات”، وهنا كان التساؤل كيف لوزير إعلام خبير بالشأن الهندسي المعماري ان يتحدث بسياقات عسكرية قد تُعتبر تدخل سافر في خطوط عريضة للأمن القومي للدولة الأردنية، فكيف لا تملك يا معالي الوزير الصواريخ والدبابات في مصطلح انت لست مخولاً ولا مؤهلاً لافيه ولا في سبر اعماقه.
وعاود دودين ليستخدم نفس المصطلح بشكل أعمق، في حالة يبدو أنه شعر انها استهوت محاوره في استخدام عبارة “الحصيف” حين قال الوزير وهنا اقتباس من حديثه “التدرج الحصيف في الدبلوماسية الأردنية، مع السفراء والمجموعة الأوروبية والأمم المتحدة من خلال الإدارة الامريكية من أجل ممارسة الضغط على إسرائيل”، عن أي حصافة تحدث دودين في حين استنجد بعبارته بالجانب الأمريكي بالضغط على إسرائيل.
يبدو أن وزير الإعلام تعمق كثيراً واسترسل اكثر، باستخدام عبارات اللغة في غير مكانها، ويبدو أيضا ان الوزير ولج بعمق في الحديث عن الصواريخ والدبابات، في حالة مستهجنه لم تكن له ولم تكن في مكانها اضعفت ولم تقوي الدبلوماسية الأردنية، ليعيد دودين مشهد الارتباك والتشابك مرة أخرى إلى الحالة الصفرية، ويعقد محاولات الرئيس بشر الخصاونة في حلحلة التشابكات المتكررة لأعضاء، الطاقم الذي يبدو أنه (حافظ مش فاهم) ولا يعي ما يقول في فضاء أصبح متاحا امام العدو والصديق، حتى بات الخروج على العامة من قبل الخاصة، ويكأنَهم إعجاز نخل خاوية.
يرجى عند نشر هذه المادة ذكر المصدر وطنا اليوم الاخباري