وطنا اليوم- كتب محرر الشؤون السياسية – ربما لم تتعرض أي حكومة سابقة للنقد رغم سوء الإدارة والفساد التي لازمت أداء جميع الحكومات السابقة كما تعرضت له هذه الحكومة خلال الفترة القصيرة التي مرت عليها منذ تكليف الدكتور بشر الخصاونة بتشكيلها.
فمنذ أداؤها القسم امام جلالة الملك في بداية شهر عشرة العام الماضي يكون مضى عليها 7 اشهر تقريبا في السلطة، وخلال هذه المدة القصيرة اجرى الرئيس ستة تعديلات حصة وزارة الداخلية لوحدها ثلاثة وزراء، كما تعرضت حكومته للنقد الشديد اذا لم يسبق لأي رئيس وزراء تعيين 7 وزراء دولة في حكومته وهذا مؤشر فتح الباب على مصراعيه باعتبار الرئيس جامل أصدقائه بتوزيرهم، وكان واضحا استحواذ فئة سفير على اكثر من منصب وزاري.
الفشل والاخطاء التراكمية رافق ابرز محطات عمل الحكومة في المجال الصحي وخطط مواجهة تفشي الوباء اذا سُجلت في عهد الحكومة اعلى معدل إصابات يومية واعلى نسبة فحوصات إيجابية بلغت اكثر من 20%، وارتفاع نسبة البطالة الى 43% تقريبا.
كما لم توفق الحكومة في الموازنة بين الشأن الصحي في ظل الجائحة، والوضح الاقتصادي فلحق بقطاعات اقتصادية اذى كبير قد لا يكون دور الحكومة هو العامل الأساسي فيه لان الجائحة كانت اكبر واكثر قدرة على الاضرار بجميع القطاعات.
وقد لاحقت الحكومة الاشاعات الكثيرة وحسد الاقران كان واضحا بانشغال النخب الوظيفية في بعضها من خلال التغريدات فأصبح لدينا كورس من الوزراء المتقاعدين همهم التغريد لتأكيد فشل الحكومة حتى كان اخرها بيان استقالة الخرابشة الأخير لنكتشف انه استبعد من لجنة الأوبئة قبل البيان بـ ثلاثة أيام، ودخول وزراء على الخط لم يقدموا أصلا شيئا اثناء توليهم كرسي الوزارة وقد استغلوا هذا الفضاء المفتوح وتعطش بعض الفضائيات التي ينطبق عليها المثل “تدور الحبوب على الدروب” ليزيدوا الهم هما والإحباط احباطاً ويأسً.
الحكومة لم تكن محظوظة ففي عهدها كانت كارثة مستشفى السلط التي ذهب ضحيتها عدة اشخاص بسبب انقطاع الاكسجين، وتحرك جماعة 24/اذار، وزيادة السخط الشعبي الذي تعج به مواقع التواصل الاجتماعي.
حكومة الخصاونة في عهدها حصلت الفتنة التي كادت ان تزعزع استقرار الوطن لولا عناية الله سبحانه وتعالى، وجاء توجيه الملك اليوم لينهي حالة من الانتظار لدى الأردنيين جميعا، وفي عهدها اصعب موسم مطري يمر على الأردن وسيواجه اخطر عملية نقص في مياه الشرب في الصيف اذا تعتبر السدود فارغة وستكون هناك ازمة حقيقية، طبعا على العامة اما أصحاب القصور والفلل سيكون بمقدورهم قضاء فترة القيظ في مصايف اليونان وتركيا وفرنسا.
في عهدها أيضا ارتفعت أسعار المواد التموينية وفي رمضان شهدت الأسعار ارتفاعا غير مبرر ولكنه الاحتكار ولم تستطيع الحكومة ضبطه فدفع المواطن الثمن.
ومن سوء الطالع تصدي شخصيات للدفاع عن سياسة الحكومة عبر الفضائيات ومع ذلك كانت النتائج عكسية وزادوا الطين بله و يا ريتهم ما طلعوا لان روائح المصالح الشخصية كانت تفوح من بين ثنايا خطابهم، التي لا تحتاج الى الذكاء لفهم نواياهم.
والاهم من ذلك اشاعات تقديم وزراء استقالاتهم من الحكومة وقد لاحقت الاشاعة وزير الصحة فراس الهواري ووزير الاعلام صخر دودين.
كما لم توفق الحكومة اطلاقا عندما شكل الرئيس لجنة غاب عنها المختصون الاكاديميون المحايدون لوضع تصور لألية الإصلاح السياسي فيما يتعلق بالقوانين الناظمة وهي تعلم ان سبب الازمة أساسا عدم اشراك القوى السياسية بإعادة صياغة المنظومة الإصلاحية ولكن إذن من طين وأخرى من عجين لا تسمع لهدير الشارع وما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي
هل ما يحصل مع هذه الحكومة سوء طالع ام حسد ام عدم قدرة على إدارة المشهد بسبب نقص الخبرة واتساع فجوة الثقة بين الشارع والحكومة يبدو انها مشمشيه ولن تطول.