مدرسة بحر البقر.. مجزرة إسرائيلية لم تُمح من ذاكرة المصريين

8 أبريل 2021
مدرسة بحر البقر.. مجزرة إسرائيلية لم تُمح من ذاكرة المصريين

وطنا اليوم:بقايا كراسات وأقلام وكشاكيل ومقعد دراسي وزي مدرسة، بعضها مخضب بدماء تلاميذ استشهدوا قبل خمسة عقود بعد قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمدرستهم، هي مقتنيات متحف شهداء مدرسة البقر الابتدائية بمحافظة الشرقية في مصر.
في صباح يوم هادئ في فصل الربيع يوم 8 نيسان/ أبريل 1970، قامت طائرات الاحتلال الإسرائيلي من طراز فانتوم أمريكية الصنع بقصف مدرسة بحر البقر الابتدائية التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، شمال القاهرة، بوابل من القنابل.
أسفرت المجزرة التي هزت مصر والعالم عن استشهاد ثلاثين تلميذا وإصابة خمسين آخرين من التلاميذ والمعلمين، من بين 130 هو عدد تلاميذ المدرسة.
وبهذه الذكرى، قام محافظ الشرقية وعدد من المسؤولين المحليين ووجهاء القرية المنكوبة بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لمذبحة شهداء مدرسة بحر البقر بمركز الحسينية بالشرقية للتأكيد على بقاء ذكرى المجزرة في قلوب المصريين.
وتحل ذكرى المجزرة هذا العام في ظل هرولة العديد من الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

عقيدة الحاكم والشعب المصري

يعتقد البرلماني والسياسي المصري، عزب مصطفى، أنه رغم هرولة حكام العرب للتطبيع مع دولة الاحتلال لتحقيق الحلم إسرائيل الكبري من النيل إلى الفرات، “إلا أن الحكومات والممالك العربية في واد وشعوبها في واد آخر فيما يتعلق بالعدو الإسرائيلي، والقضية المحورية لدى شعوب المنطقة هي قضية فلسطين والمسجد الأقصى”.
وأضاف: “الشعوب العربية والإسلامية تعلم أن العدو الأول للمسلمين والعرب هو الكيان الصهيوني الذي تقوم عقيدة جيشه على قتل الأطفال كما حدث في مدرسة بحر البقر بالشرقية وصبرا وشاتيلا في لبنان وغيرها من المذابح اليومية في فلسطين”.
لكنه انتقد “وجود محاولات دؤوبة خلال الثلاثين عاما الماضية؛ بهدف تغيير العقيدة القتالية عند الجيش المصري تجاه العدو الصهيوني، وتوجيه الجيش إلى معارك داخلية وإقليمية”.
ويستذكر المسؤول السابق بوزارة الصحة المصرية، الدكتور مصطفى جاويش، أجواء المجزرة الأليمة، وقال: “في يوم 8 نيسان/ أبريل عام 1970 كنا نستعد لامتحانات الثانوية العامة، فوجئنا بالهجمة الصهيونية على المدرسة، وعم البلاد حزن كبير، وغضب عام جاشت به صدور المصريين، خاصة أن مصر كانت تخوض حرب الاستنزاف مع الكيان الصهيوني (1967 -1973).
وأكد أن “كره الصهاينة ترسخ في وجدان المصريين، و يدركوا رغم مرور 51 عاما على المجزرة أنهم هم العدو الحقيقي للعرب والمسلمين، وعلى يقين أن الغضب على هذا العدو لم يتغير من المحيط للخليج بتغير الأنظمة وحكامها”.
وأفيد بأن الحكومة المصرية قامت بعد الحادث “بصرف تعويضات لأسر الضحايا بلغت 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب، وتم جمع بعض متعلقات الأطفال وما تبقى من ملفات، فضلا عن بقايا لأجزاء من القنابل، التي قصفت المدرسة، والتي تم وضعها جميعا في متحف، يحمل اسم المدرسة”.
وتفاعل المصريون على منصات التواصل الاجتماعي مع الذكرى الـ51 لمجزرة مدرسة بحر البقر الابتدائية، التي ارتكبها طيران الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفال أبرياء في الشرقية إحدى محافظات الدلتا شمال شرق القاهرة.