وطنا اليوم:في مساء الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول لعام 2018، فجع الأردنيون باستشهاد 22 شخصا، جلهم من الأطفال، جرفتهم سيول الأمطار في عين الزارة قرب البحر الميت.
ميلار وتلا وسارة وهاشم وغيرهم أطفال من إحدى المدارس الخاصة ذهبوا لاكتشاف الطبيعة في زرقاء ماعين فعادوا محملوين على الأكتاف في حادثة تسببت بحزن وغضب كبير.
في ذلك اليوم توقف باص المدرسة في المنطقة المشؤومة، قبل أن تداهمهم سيول جارفة قالت الحكومة إنها بسبب الأمطار الغزيرة ما أدى إلى غرق عدد منهم.
وصلت كوادر الدفاع المدني وشاركت طائرات في البحث عن المفقودين، اذ نجحوا في انقاذ 11 شخصا في البداية، قبل أن يتم الاعلان عن أن السيول جرفت 44 شخصا، بما ذلك 37 طالبا و7 مرافقين، وأشخاص آخرين كانوا في نفس المنطقة.
البداية كانت باعلان وفاة 5 أشخاص، قبل بدء الأرقام بالإرتفاع وصلت إلى 22 وفاة و44 إصابة في مجملها.
حالة الطوارئ في المملكة وصلت إلى أعلى مستوى بعد أن أعلن جلالة الملك عبدالله الثاني إلغاء زيارة عمل مقررة إلى البحرين لمتابعة تداعيات الحادث، فيما كان الأمير علي بن الحسين، يتابع في غرفة عمليات المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، إجراءات متبعة في عمليات الإخلاء والإنقاذ للمواطنين في الحادثة.
تراشق للاتهامات وضياع للمسؤولية، دفع جلالة الملك للاجتماع بعدد من المسؤولين وطلب تقرير موحد يحدد المسؤولية عن الحادثة.
انتقلت القضية بعد ذلك للقضاء الذي قرر بعد أكثر من سنة ونصف براءة مالكي مدرسة فكتوريا، وعدم مسؤولية موظفات التربية، فيما تم الحكم بالسجن 3 سنوات على كل من مدير المدرسة ومالكي شركة السياحة، المسؤولة عن الرحلة.
إلا أن الحكم لم يرض ذوي الضحايا، الذين استنئفوا الحكم أمام محكمة بداية عمان بصفتها الاستئنافية.
رغم مرور سنتان على الحادثة إلا أن أهالي الضحايا ما يزالون يعيشون كامل تفاصيلها كل يوم، كما يقول عدنان أبو سيدو والد إحدى الضحايا.
وأكد أبو سيدو أن الحكم القضائي لم يشف قلوب ذوي المتوفين لأنه لم يطل أيا من المسؤولين المباشرين عن وفاة أبنائهم.
واستغرب أبو سيدو والد الشهيدة سارة أن يتم الحكم على مدير المدرسة ومالكي الشركة السياحة وعدم محاسبة الدوائر الحكومية والوزارة التي ثبت تقصيرها،على حد قوله.
تامر أبو السندس، والد الشهيدة ميلار، اعتبر أيضا أن القرار غير منصف ولم يدين كل الجهات المقصرة، مطالبا بمحاسبة كل جهة لها مسؤولية عن الحادثة.
وجدد أبو السندس تأكيدات ذوي الضحايا بأن المياه التي غرق بها أبناؤهم لم تكن مياه أمطار كما أعلن آنذاك، مشيرا إلى أن الوثائق والمعلومات التي يمتلكونها تؤكد ذلك.
وطالب والد ميلار بتسمية أبنائهم بالشهداء بشكل رسمي وإطلاق اسمهم على معلم أو شارع في عمان تخليدا لهم، وجبر خواطر أهاليهم المعنوية والنفسية والمادية، مؤكدا أن العديد من المصابين ما يزالون يتقلون علاجا طبيعيا حتى الان بالاف الدنيانير، فيما يلازم الكثير من أهاليهم عيادات الطب النفسي.