بقلم: الدكتور قاسم جميل العمرو
قال الله ﷻ في محكم التنزيل ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ.﴾” صدق الله العظيم”
بعد ان هزت مشاعرنا والانسانية جمعاء بشاعة جريمة الزرقاء وفضاعتها ودللت على تحجر قلوب وعقول مرتكبيها، بدأت تتكشف خيوط شبكات الاجرام ومستويات العلاقات المعقدة التي تربط هؤلاء البلطجية بتجار المخدرات ونفر ممن ماتت ضمائرهم وعمى الطمع بصائرهم، من المتنفذين في السلطة التشريعية والتنفيذية، وشكلوا غطاء لهؤلاء حتى ينفذوا من العقاب والحساب، بل واعتمدوا عليهم بشكل كبير في تنفيذ مهمات صعبة شكلت تحدي حقيقي للمجتمع وامنه واستقراره كان نتيجتها عشرات الضحايا، وإذلال المئات من التجار واجبارهم على دفع الخاوات لهؤلاء المجرمون.
بعد هذه الهبة المباركة للقضاء على ظاهرة البلطجة التي لولا تدخل جلالة الملك شخصيا لهول مصيبة فتى الزرقاء، ما كنا لنرى هؤلاء فيما هم عليه الان خلف القضبان، بل لوجدناهم يصولون ويجولون في سياراتهم الفارهة، خصوصا في موسم الانتخابات النيابية، مع اعتماد بعض المترشحين عليهم بشكل اساس.
حديث مدير الامن العام الذي أكد فيه ان التحقيق مع هؤلاء البلطجية على مختلف القابهم وجرائمهم، قاد الى كشف شبكة العلاقات المعقدة مع كبار تجار ومروجي المخدرات الذين بلغ عدد ضحاياهم عشرات آلاف الشباب من الجنسين، إضافة الى انتشار الرذيلة وحمايتها من قبل هؤلاء البلطجية، ويكشف مدى خطورتهم على المجتمع.
جميل ان يُعلن مدير الامن العام ذلك ويقرر استئناف واستمرارالحملة ضد اوكار جريمة المخدرات لتقديمهم للقضاء، وهنا نؤيد هذه الاجراءات بكل قوة وحزم ونطالب بضرورة ضرب رؤوس الافاعى وتهشيمها اولا ومن ثم بقية العصابة.
وحتى لا ينحصر الامر بالمخدرات والجريمة فحسب فلا بد من كشف حقيقة العلاقة التي تربط هؤلاء بالمتنفذين حتى تكتمل الصورة ويتضح المشهد ويبزغ فجر جديد نكون قد تخلصنا كمجتمع ودولة، من شرور عصابات البلطجة المنظمة بمستوياتها الثلاثة، البلطجية الادوات، وتجار المخدرات، والرعاة لمثل هؤلاء من اصحاب النفوذ السياسي والمالي.
حينها سيرتاح المجتمع ويتنفس الصعداء ويرتاح الغلابا من شرور البلطجية، ونطوي هذه الصفحة ونرميها خلف ظهورنا حتى نواجه مشكلاتنا الحقيقية المتمثلة بالبطالة والفقر، وهنا علينا ان نُذكر معالي وزير الداخلية والباشا مدير الامن العام ان اكثر من 500 الف عامل وافد يخرقون القانون واقامتهم غير قانونية ونريد تظافر الجهود حتى نقضي على بلطجية التصاريح ومتابعة شبكة الفساد التي تدعمهم داخل وزراة العمل ان وجدت والتي تسهل هذه المهمات، مما أدى الى حالة عجز وعدم قدرة على ايجاد حل لهذه المشكلة، واصبحت تجارة التصاريح تدر على المافيات مئات الالاف من الدنانير، مشكلة البطالة تتصاعد إذا ما علمنا ان نسبة البطالة بين الشباب وصلت الى حد لايطاق، والجميع يعلم ان البطالة هي البيئة الخصبة المناسبة لنشوء واستمرار ظواهر البلطجة والمخدرات والرذيلة ايضا.
وحتى لا نقف ونسترخي يجب ان تستمر الجهود في كل الاتجاهات بمزيد من الحزم وانفاذ القانون على كل اطراف المعادلة الذين يُرهبون الناس ويقطعون ارزاقهم ويتسلطون على المؤسسات والشركات ولهم وجوه واساليب متعددة.
حمى الله الوطن وقيادته وشعبه واجهزته من كل سوء.
*استاذ العلوم السياسية جامعة البترا
*ناشر موقع وطنا اليوم الاخباري