بقلم : الدكتور سعيد أبو جعفر
على مدار الأشهر الماضية ومنذ بدء الجائحة أظهر الاردنيون التزماً بوسائل الصحة والسلامة الوقائية ، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على الوعي الجمعي لدى المواطن وعلى حرصه على تطبيق التوصيات الصحية الصادرة عن الجهات المختصة، والتزم المواطن بمسألة التباعد الاجتماعي في الكثير من المواقع وخاصة في المساجد ودور العبادة. حتى ان عادة فتح بيوت العزاء كادت تختفي، وكذلك اصبح الكثير من الشباب يتزوج دون اقامة أعراس وأصبحت ظاهرة الصالات ايضا شبه ملغية. كيف لا، ففي الحالتين (الافراح وبيوت العزاء) شكلاً من اشكال العبء المادي ، والارهاق الجسدي على الأهالي ما ادى الى ان الكثير من العائلات توقيع ميثاق شرف بعدم اقامة بيوت عزاء (لثلاث)ليالٍ.
وقد لاحظ مراقبو مديريات الاوقاف مدى حرص المصلين بالتباعد الجسدي واتخاذهم الوسائل الشخصية الوقائية، من هنا جاءت نداءات المواطن بضرورة فتح (الجوامع) وخاصة ايام الجمعة ولو حتى فترة صلاة الجمعة ليتمكنوا من اداء صلاة الجمعة جماعة وسماع الخطبة الدينية والتوعوية في هذا الظرف الاستثنائي.
والجدير بالذكر ان معظم المواطنين يكون نشاطهم بعد صلاة الجمعة اي انه محجور في بيته بدون( قرار حكومي).
وفي ظل التردي الاقتصادي جراء جائحة كورونا فقد تأثر العديد من المنشئات ما ادى الى تسريح الكثير من الايدي العاملة ، والكثير منهم اصبح يعمل عن بعد مع (تخفيض) الأجور والرواتب، فلماذا لا يكون يوم الحظر ( يوم السبت) حيث لا تعمل المؤسسات والدوائر الرسمية والعديد من الشركات ايضا.
يعي المواطن جيدا ، أن جميع القرارات الحكومية هدفها المصلحة العامة والحفاظ على صحة الجميع وسلامتهم ، ونعلم ايضا، انها تمتلك الشجاعة الكافية والجرأة لتعديلها أو التراجع عنها أو الاستمرار بها وفقاً لمعطيات الحالة الوبائية.
ونحن نعلم إن الأردن دخل مرحلة الانتشار المجتمعي للوباء، فيصبح الحظر الشامل دون جدوى كما اكدت الكثير من الدراسات والمختصين. حتى الصين في حالة الانتشار لم تلجأ للحظر الشامل.
لذا ، نهيب بكل من اطلق نداء للحكومة ومنهم رابطة علماء الاردن، ونكرر ندائنا للحكومة بالعدول عن حظر ايام الجمع، وتمكين المصلين من اداء واجبهم الديني في الجوامع، مع مراعاة كافة التدابير الصحية اللازمة.
وكلنا امل ان تلقى تلك النداءات حظها من الاصغاء الحكومي المسؤول.
حفظ الله الوطن بشعبه وقيادته الهاشمية .