وطنا اليوم:د. ممدوح العبادي يرفع السقف: حتى حكومة انقاذ لن تجدي نفعا في ظل غياب الإرادة السياسية .. د. العبادي: خنقوا القطاع الصحي والجهاز المدني قادر.. وماذا يفعل متصرف في مستشفى؟ ويقول للخصاونة: تريد ثورة إدارية؟ تفضل أعد قراءة الموازنة من جديد.
إذن الكثير من العناوين يمكنك أن تخرج بها في المقابلة التي اجراها راديو البلد مع نائب رئيس الوزراء الأسبق الطبيب والسياسي الأردني د. العبادي.
عناوين طبية وأخرى سياسية وثالثة اقتصادية ورابعة اجتماعية. لكن كلها تشير الى ان الرجل غاضب مما يجري ويخشى على مآلات ما يجري، ويحذر من استمرار ما يجري.
الزميلة روان الجيوسي وهي تسأل السياسي الغاضب، والطبيب الذي يشعر بالأسف على ما فعلته الحكومات بالمهنة وقطاعها اختصر اجابته، في البداية بان علينا ان ننظر الى كل الملفات: السياسية والاقتصادية والصحية بصفتها ملفاً واحداً، وان المشكلة ليست صحية، وان العين التي تراها كذلك هي سطحية لا تعلم ما يجري في البلد منذ سنوات.
العبادي دخل وهو يتحدث عن الجانب الصحي في التفاصيل ومعاناة وزارة الصحة التي هوت الحكومات بموازنتها، حتى صارت موازنة مديرية الامن اعلى من موازنة صحة المواطن.
قال في الحوار : هذا يعني أننا نعاني من عدم تنسيق الأولويات في الدولة الأردنية.
عندما أرادت الزميلة إدارة الحوار عبر المنظور الصحي نقلها السياسي الغاضب الى الازمة السياسية عندما قال ان المشكلة تبدأ من الموازنة، وأن النواب عمدوا الى تمرير الموازنات كلها بصورة مقلقة.
قال: موازنة وزارة الصحة عام 2020 تراجعت الى 620 مليون دينار. وفي عام 2021 عملت الحكومة على تراجعها اكثر فصارت 599 مليون دينار، وكل ذلك رغم التزايد السكاني ورغم أننا في عام الجائحة.
أما النواب فلم يقل العبادي عنهم : ان الحكومة لو أرسلت لهم موازنة للصحة بدينار واحد لمرروها أيضا، لكنه قال: إن من يدير الملف الصحي يخطئ، ففي كل العالم هناك أولويات أربع تضبط مصير الناس، ليس من بينها ان تكون موازنة الامن اعلى من موازنة الصحة
يسأل الطبيب الذي يشعر بالأسف على حال القطاع: كيف سمحنا بذلك؟
وسخر العبادي من قول رئيس الوزراء أنه يريد ان يحدث ثورة إدارية. فيرد عليه: جيد تفضل أعد قراءة الموازنة من جديد.
على أية حال كل يلخص نائب رئيس الوزراء الأسبق كل ما سبق بانها تراكمات تسببت في كل ذلك.
أما ما كان يشعر العبادي أمامه بالخجل فهو تعيين متصرف في كل مستشفى؟
قال: لم لا تعينون متصرفاً في كل بلدية ومتصرف في نقابة.
لقد خرق القرار قواعد اللعبة السياسية. لم يقل العبادي هذا لكنه قال: “شو متصرف؟.. ماذا يفعل متصرف في المستشفى؟ شو هذا الحكي”.
حاولت الجيوسي حقن غضب العبادي اكثر فقالت ربما لأن الجهاز المدني غير قادر؟ هنا استشاط الرجل غضبا وهو يقول : الجهاز المدني في الدولة الأردنية قادر “وطول عمره قادر .. وطول عمره يدير صحة البلد .. لكن ماذا يفعل بالانخفاضات المتكررة للموازنة”.
اذن هي كما لم يقل العبادي قطع لشرايين الجهاز المدني الصحي في الأردن.
لكنه قال: القطاع المدني تدهور لعدم وجود موازنات حقيقية تدعمه.. ثم ان الضغط يولد الانفجار، محذرا من ان الحالة الاجتماعية والاقتصادية تتدهور باستمرار.
وفي هذا السياق تماما كان على العبادي ان يتعرض للانتخابات النيابية 2020م.
أقل كلمة قالها عنها انها كانت انتخابات غير نزيهة وانها تجاوزت انتخابات 2007 التي اعترفت الدولة بانها كانت مزورة.
قال: لم تجر انتخابات بهذا الشكل كما جرت عام 2020 حتى في عام 2007 والتي اعترف فيها احد مدراء الاجهزة الامنية بتعيين اكثر من 70 نائبا كانت أكثر نزاهة من انتخابات 2020م.
لكن ما الحل؟
سألت الزميلة فيما اذا كنا بحاجة الى حكومة انقاذ وطني فقال السياسي الغاضب: ما نفعل بحكومة انقاذ وطني اذا لم توجد إرادة سياسية لتغيير النهج من جذوره.
ثم قال: حتى الدستور في ابسط قواعده يخترق، في إشارة الى تصريحات في وسائل الاعلام تقول نقلا عن مصادر ان المسؤول عن حادثة مستشفى السلط سيسجن. ويعلق العبادي: ما علاقة المسؤول بان يقرر انه سيسجن ام لا. اليس هذا تعديا على القضاء؟ تلك شعبويات غريبة.