بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو
استمعت لحديث الأمير حسين ولي العهد في اللقاء الذي بثه التلفزيون الأردني بكل تركيز؛ كما بقية أبناء الشعب الأردني وقد فهمت مغزى الحديث وابعاده والقدرة التي ابداها ولي العهد في تركيزه على القضايا التي تهم الشعب في ابعادها المختلفة وركز على استثمار الوقت والعمل الجماعي والنظر الى المستقبل بتفاؤل، وإيجاد الحلول لمشكلات الشباب وعلى رأسها البطالة، والابتعاد عن الاشاعات والانخراط في العمل والانجاز حتى نتمكن من ولوج المئوية الثانية ولدينا خارطة طريق لتحقيق اهدافنا الوطنية.
الأمير كان متزنا واثقا من نفسه واستخدم مصطلحات دينية توضح المقصود بحديثه مثل.. فتبينوا، يد الله مع الجماعة..الخ، وهذا يدل على التفكير العميق والرغبة في إيصال المعلومة بيسر للمتلقي بعيدا عن المصطلحات المستوردة والمستهلكة.
اعتداد الأمير وثقته بقدرة الشعب الأردني على تجاوز كل الصعاب وقوله بأن الأردن واجه اخطار اشد فتكا واكثر تعقيدا مما نحن فيه، يدل على الايمان المطلق بحتمية مواجهة التحديات بروح التفاؤل والعمل الجاد.
واذا ذهبنا الى البعد الشخصي في حديثه كان الأمير متواضعا سلسا يمتلك معلومات وافيه حول المشكلات التي تمر بها المنطقة وأيضا يدرك أهمية التعاضد والعمل المؤسسي في أداء الواجبات، وركز على عملية الفصل بين العمل المؤسسي والشخصي إذ ان سياسية المؤسسة لا ترتبط بذهاب مسؤول او بقاؤه في منصبه.
اعتقد جازما ان الأمير يدرك تماما احتياجات الجيل الحالي الذي يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي في استقاء معلوماته ويريد الأمير ان نتحقق دائما من المعلومة وليس كل ما ينشر عبر هذه المنصات يعبر عن الواقع.
ولي العهد لديه موروث زاخر بالحكمة والسياسة وبعد النظر وسيعمل على ترجمة رؤى وتطلعات الملك في الإصلاح، وان قربه من والده سيمنحه القدرة في التأثير على مستقبل توجهات الدولة الإصلاحية في مجال الحريات والتشريعات اللازمة لإحداث ثورة حقيقية تجعل الأردن دولة مؤسسات بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
التربية الملكية للأمير وانخراطه في السياسة مبكرا وترجمة ذلك في المشاركة بصنع القرار سيجعله اشد عودا واقوى ظهرا في رعاية كل التفاعلات المستقبلية في المجالات السياسية والاجتماعية للنهوض بالأردن بكل ثقة والعبور الى عالم الإنجاز والإنتاجية مستندا الى خبرة طويلة وتاريخ عميق.
حمى الله الأردن آمنا مستقرا مطمئنا من كيد الكائدين
أستاذ العلوم السياسية جامعة البترا
ناشر موقع وطنا اليوم الاخباري