روسيا تنقل نافالني لأخطر سجون موسكو.. يوصف بالجحيم

1 مارس 2021
روسيا تنقل نافالني لأخطر سجون موسكو.. يوصف بالجحيم

وطنا اليوم:كشفت وكالة Bloomberg الأمريكية، الأحد 28 فبراير/شباط 2021، أن زعيم المعارضة الروسي الروسي أليكسي نافالني بدأ في قضاء عقوبته البالغة عامين ونصف العام في معسكر عقابي سيئ السمعة.
إذ قال أليكسي ميلنيكوف، سكرتير لجنة الرقابة المدنية في موسكو، لوكالة Bloomberg، إن نافالني الذي أُخرج من زنزانته في موسكو يوم الخميس 25 فبراير/شباط، سيُحتجز في سجن في منطقة فلاديمير، على بعد حوالي 100 كيلومتر شرق العاصمة الروسية.

نافالني في “منطقة حمراء”
ويُصنف هذا السجن، الذي يقبع سجناؤه في ثكنات ويضطلعون عادة بأعمال يدوية، على أنه “منطقة حمراء”، حيث تتحكم إدارته في كل جانب من جوانب الحياة، وقالت إيفا ميركاتشيفا، العضوة في مجموعة الرقابة المدنية على نظام السجون: “أقل ما يقال عنه إنه معسكر عقابي صارم يسير بقواعد شديدة الصرامة”.
وقال كونستانتين كوتوف، الناشط المعارض الذي أُطلق سراحه في ديسمبر/كانون الأول بعد عام ونصف العام من اعتقاله في السجن نفسه، إنه كان يتعرض للترهيب المستمر وكان من مظاهر هذا الترهيب عقابه بصورة متكررة على ما يسمى بالانتهاكات مثل الامتناع عن تحية أحد حراس السجن أو استعارة قفازات أحدهم – وعدم تسليمها التي أرسلها له أقاربه- وكذلك عزله عن السجناء الآخرين.
وقال كوتوف: “سيمر أليكسي بوقت عصيب. فالإدارة تراقب كل تحركاته”. ورغم شهرة قضيته التي تحول دون استخدام أي عنف ضده، “منذ اليوم الأول تعرضت لضغط نفسي شديد”، على حد قوله.

أليكسي نافالني روسيا
السجن الذي سيقضي فيه أليكسي نافالني محكوميته من أخطر السجون في روسيا/رويترز
فيما قالت محامية كوتوف، ماريا إيسمونت، إنها تمكنت من الوصول إليه بعد حوالي يوم ونصف من دخوله السجن، لكنه كان قد وافق بالفعل على التخلي عن حقه في إجراء محادثات سرية معها. وأضافت ماريا: “إذا كنت في مصلحة السجون وأردت أن أحوّل حياة نافالني إلى جحيم قدر الإمكان، فسأرسله إلى هذا المعسكر تحديداً”.
ومن جانبه، قال رئيس مصلحة السجون الروسية، ألكسندر كلاشنيكوف، إنه “لا يوجد تهديد” على “صحة أو حياة” نافالني في السجن، حسبما أفادت وكالة Tass الحكومية يوم الجمعة 26 فبراير/شباط.
وكان أبرز منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد خسر استئنافاً في 20 فبراير/شباط لقرار محكمة بتحويل حكم صدر عام 2014 بالسجن مع وقف التنفيذ إلى سجن لخرقه شروط المراقبة. وكانت هذه هي العقبة الأخيرة التي تحولُ دون إرسال الرجل البالغ من العمر 44 عاماً إلى سجن خارج موسكو.

قضية المعارض الروسي أليكسي
فيما نقل المعارض الروسي نافالني، وهو من أبرز منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق جواً إلى ألمانيا؛ للعلاج في أغسطس/آب 2020، بعد انهياره في طائرة بروسيا، حيث قالت ألمانيا إنه تعرض للتسميم بغاز الأعصاب “نوفيتشوك” المصنَّع بالطريقة السوفييتية؛ في محاولة لاغتياله، في حين ما زالت موسكو تنفي مسؤوليتها عن الحادثة.
وأعلن نافالني حل قضية تسميمه في وقت سابق من هذا الشهر، عندما قال تحقيق إعلامي مشترك إنه حدد فريق اغتيال تابعاً لجهاز المخابرات الروسي “إف.إس.بي”.
وقال نافالني، في تسجيل فيديو نشره على موقعه الإلكتروني، الإثنين، إنه اتصل هاتفياً بأحد من يزعم أنهم حاولوا قتله، قبل نشر التحقيق المشترك، منتحلاً شخصية مساعد للأمين العام لمجلس الأمن الروسي.
كما تحدث معه رجل قال نافالني إنه من العاملين بجهاز المخابرات الروسي، لمدة 49 دقيقة، وقال إنه بدا من المشاركين في فريق التصفية. ونشر نافالني تسجيلاً ونصاً مكتوباً للحوار.
في التسجيل سُمع نافالني يسأل المتحدث: “لماذا لم ينجح الأمر”، حيث رد الصوت قائلاً: “حسناً، لقد سألت نفسي هذا السؤال أكثر من مرة”.
وعن الطريقة التي اعتُمدت للاغتيال، قال الصوت إنها تمت “عبر وضع سُم في ملابس نافالني الداخلية”.
وردَّ على سؤال عن سبب نجاة نافالني، قائلاً: “ربما، لأن الطائرة التي كان يستقلها نافالني هبطت اضطرارياً، وجرى التعامل معه بشكل مهني وسريع من قبل المسعفين الروس”، وأضاف الصوت: “لو طال الأمر قليلاً لكان من المحتمل أن ينتهي بشكل مختلف”.
ويقضي نافالني فترة نقاهة في ألمانيا، لكنه قال إنه ينوي العودة إلى روسيا في موعد لم يكشف عنه.
فيما قالت صحيفة The Times البريطانية إن الكرملين حاول تسميم المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني، لمرةٍ ثانية، بعد فشل محاولة الاغتيال الأولى، التي أدت إلى تدهور حالة نافالي ونقله لألمانيا للعلاج، في الوقت الذي تنفي فيه موسكو علاقتها بالحادثة.
بحسب ما أوردته الصحيفة البريطانية، فإن مصادر استخباراتية غربية أخبرتها بأن نافالني قد أُعطي جرعة ثانية من السم قبل نقله جواً إلى برلين؛ لتلقي مزيد من العلاج.

موسكو تنفي التهم
من جانبها، نفت موسكو أي تورط لها، وذلك على الرغم من التقارير المتواردة من محققين ألمان والمنظمة الحكومية الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية (OPCW)، عن استخدامها لتلك المادة.
فقد اتهم الوفد الروسي في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألمانيا وحلفاءها بإطلاق “حملة تضليل دعائي جماعية ضد روسيا”، كما رفض الكرملين إدانات لمحاولة الاغتيال، وأشار بدلاً من ذلك إلى أن نافالني تعرّض للتسميم بغاز “نوفيتشوك” السوفييتي المطور بعد وصوله إلى ألمانيا.