وطنا اليوم- كتب محرر الشؤون المحلية- يتفنن رجال الاعمال واصحاب النفوذ المالي في اغراء الوزراء والمتنفذين لحضور ولائم او قبول هدايا قيمة او رحلات او اي شكل من اشكال العلاقات الودية، وتعتبر هذه الظاهرة منتشرة في عمان بشكل كبير ولافت اذ تعج معظم المطاعم الراقية بدعوات ظاهرها كرم واحترام وباطنها مصالح على حساب المصلحة العامة.
معظم الولائم والاحتفالات والتلميع والهدايا لا تخرج عن هذا الاطار وقد شاهدنا مسؤولين كبار اقيمت لهم ولائم وحشود تجاوزت اوامر الدفاع من حيث الحضور وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات تؤكد ما ذهبنا اليه.
هذه الدعوات تؤشر على وجود تناغم طبقي بين المال والسلطة ولو كانت الدعوات لوجه الله تعالى وللفقراء لكان شيئا طبيعيا، بل ان الثقافة الراسخة تترجم هذا السلوك بانه اما للمفاخرة او للمصالح.
المطلوب لماذا لا يكون هناك ميثاق شرف يمتنع فيه المسؤول طيلة خدمته بالمنصب العام عن قبول الدعوات والهدايا حتى نحقق قدرا من الشفافية..لان المثل يقول اطعم الثم تستحي العين، وقد تكلف عزيمة مبلغ معين من المال ولكن فوائدها عظيمة على المعزب.
حدثني والدي رحمه الله ان مسؤولا في الكرك تعرض لاحراج من شدة العزائم وكان لا يستطيع رفضها لان المعازيب يعتبروا ذلك واجب وكرم وما كان من هذا المسؤول الا ان قبل الدعوات واشترط ان يقيم وليمة على شرف وجهاء الكرك جميعهم ثم بعد ذلك يلبي الدعوات الموجهة اليه.