استياء شعبي أردني واسع من عودة قرارات الحظر

25 فبراير 2021
استياء شعبي أردني واسع من عودة قرارات الحظر

وطنا اليوم:حجم الاستياء الشعبي من قرار الحكومة الاردنية بالحظر الشامل ليوم الجمعة والذي اتخذته مساء الاربعاء وسط مفاجأة الشارع والراي العام ولأسباب وبائية بلغ مستويات لا سابقة لها خصوصا بعد انتشار وسم على جميع منصات التواصل يطالب الاردنيين بعدم الامتثال لقرارات الحظر الحكومي والتمرد عليها .
ولأول مرة بشكل عام تحفل منصات التواصل المحلية في عمان وبقية المدن الاردنية بدعوات للتمرد والعصيان على قرار اداري اتخذ لأسباب وبائية.
ويبدو ان الراي العام الاردني غير مقتنع بالأسباب التي دفعت الحكومة لإعلان حظر شامل ليوم الجمعة وتخفيف ساعات السماح وزيادة ساعات الحظر مدة ساعتين اضافيتين مساء كل يوم على مدار الاسبوع .
وكانت الحكومة قد اعلنت العودة للحظر الشامل ليوم الجمعة وزيادة ساعات الحظر وتغليظ العقوبات بشكل لافت وغير مسبوق بموجب امر دفاع جديد بحيث تضاعفت عقوبة عدم ارتداء الكمامة ثلاثة اضعاف على الجلوس بشكل متباعد والهدف من هذه الاجراءات كما اعلن الناطق باسم الحكومة الوزير علي العايد هو والسيطرة على المنحنى الوبائي بعد تسجيل اكثر من 4500 اصابة من الفايروس كورونا ولليوم الثالث على التوالي ، الامر الذي اعتبره وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات امر مقلق للغاية .
وارتفعت معدلات الاصابة بالفايروس كورونا بشكل ملحوظ حسب الوزير عبيدات في الاسابيع الثلاثة الماضية وخوفا على عدم تراجع خدمات القطاع الصحي وتجنبا لسيناريو الضغط على القطاع الصحي والخوض باختبارات قاسية تقررت إجراءات الحظر التي لاقاها الشارع الاردني بانزعاج كبير ولافت وغير مسبوق بسبب الكلفة الاقتصادية والمعيشية التي تم اسقاطها من الحسابات الصحية في امر الدفاع الجديد .. وشرح العايد مبررات الاجراءات الجديدة بتصريح مسائي .
لكن على مستوى الاستجابة الشعبية رصدت دعوات نادرة للتمرد على هذا القرار واتهامات من كل الاصناف للحكومة .
والسبب على الارجح هو الرواج الكبير لتصريح مسؤول حكومي قبل عدة ساعات من قرارات الحظر الجديد بان الحظر ليوم الجمعة لم يثبت علميا انه يؤسس لفارق في عدد الاصابات .
وكان وزير الصحة الاسبق المكلف بمراقبة وتقييم الاداء الوبائي في المنطقة وهو الدكتور سعد الخرابشة قد صرح بعدم وجود ما يثبت علميا ان الاصابات خلال الحظر ليوم واحد في الاسبوع سواء كان الجمعة او غيره تؤدي الى اقل من الاصابات في بقية ايام الاسبوع .
وشارك في حملات تواصلية تنتقد اجراءات الحكومة وتعبر عن الاستياء منها القيادي البارز والناشط النقابي في الحركة الاسلامية المهندس بادي الرفايعة .
ونشر الرفايعة تعليقا يتحدث عن التوسع في استخدام اوامر الدفاع بصورة تضر بحريات الاردنيين متهما الحكومة بانها تسعى لعسكرة مواجهة حالة تفشي وباء ومعربا عن الاستياء لان الاجواء العامة تعود للأحكام العرفية ولأول مرة تقريبا تبرز هتافات او شعارات مكتوبة بخجل تطالب بسقوط الحكومة الحالية بسبب قرارات الحظر الاقتصادي والتي ترى غرف الصناعة والتجارة بانها سيئة جدا وتؤدي الى تراكم الخسائر بعشرات الملايين من الدنانير بالنسبة للأسواق والقطاع التجاري خصوصا وان يوم الجمعة من نهاية كل اسبوع هو اليوم الافضل للتسوق ولقطاع المطاعم والمواد الغذائية وهو يوم اساسي كما قالت غرفة تجارة عمان .
واللافت جدا في قرار الحكومة المتخذ مساء الاربعاء عدم وجود مسافة زمنية فاصلة حتى يتم اعلان قرارات الحظر الجديدة مما يعني ان الاسواق ستشهد ازدحاما شديدا طوال يوم الخميس وحتى مساء الخميس والساعة 10 مساء حيث يبدا الحظر الشامل لصباح السبت .
وهي فترة ساعات الحظر الشامل طويلة وكانت مباغتة ومفاجئة مما يدفع للتزاحم في الاسواق والمخابز والمحلات التجارية بهدف الاستعداد لحظر نهاية الاسبوع والذي اخفقت الحكومة عمليا بتبريره من الناحية الصحية رغم التوضيحات الخجولة التي صدرت عن وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات .
ومالت طبعا العديد من التعليقات السياسية على المنصات وغيرها الى محاولة قراءة الاجراءات المتشددة في مجال الوقاية الصحية رغم ارتفاع حاد ومقلق بالمنحنى الوبائي على اساس وجود اجندة سياسية غامضة لها علاقة بشهر رمضان المبارك المقبل .
واحتمالية العمل على استمرار الحظر لفترة ما بعد الافطار كما كان يحصل في شهر رمضان الماضي .
وكان الوزير عبيدات قد برر حظر يوم الجمعة من كل اسبوع بالإشارة لتسجيل الاف الحالات من السلالة البريطانية للفايروس كورونا والتي تتميز بسرعة انتشار كبيرة وظهرت على نطاق واسع مؤخرا في قطاع التربية والتعليم والمدارس وفي العاصمة عمان بشكل خاص .
ويبدو ان ظهور اكثر 1500 اصابة على الاقل خلال 3 ايام الاسبوع الماضي تحديدا في قطاع التلاميذ والمعلمين في المدارس الحكومية والخاصة من الاسباب التي دفعت باتجاه قرارات الحظر الجديدة كما دفعت باتجاه العودة لنطاقات التعليم عن بعد وتجنب خيارات عودة التلاميذ بصفة عامة الى المدارس .