استمرار استيراد الكمامات يهدد بإغلاق نحو 30 مصنع أردني وتسريح 2500 عامل

24 فبراير 2021
This photo taken on February 18, 2020 shows a worker sorting face masks being produced to satisfy increased demand during China's COVID-19 coronavirus outbreak, at a factory in Nanjing, in China's Jiangsu province. - The medical equipment factory switched surgical instruments and dental equipment production lines to a mask production line to meet the increased demand. (Photo by STR / AFP) / China OUT

وطنا اليوم:في الوقت الذي تشهد فيه مصانع إنتاج الكمامات تهديداً بالإغلاق بسبب استمرار الاستيراد من الدول الأخرى، بات أكثر من ألفي عامل في هذه المصانع مهددين بفقدان وظائفهم وانضمامهم إلى صفوف المتعطلين عن العمل.
ونتيجةً لاستمرار التجار باستيراد الكمامات، فإنه حتى الآن أُغلق سبعة مصانع من أصل ثلاثين مصنعاً، والعدد قابل للزيادة بحسب ما صرّح به الناطق باسم المصانع المنتجة للكمامات عامر داوود خلال حديثه لـ “المرصد العمالي الأردني”.
وأكد داوود أن هنالك عددًا من المصانع اضطرت إلى تسريح عدد من العمّال لديها بسبب عدم قدرتها على بيع منتجاتها فضلاً عن أسعارها التي وصلت إلى حد التكلفة، موضحاً أن هناك مصنعًا قام بتخفيض عدد العاملين لديه من 160 إلى 50 عاملاً تقريبًا، فيما خفّض مصنع آخر عدد العاملين لديه من 44 إلى 16 عاملاً، مبينًا أنّه إذا استمر هذا الحال سيتم تسريح جميع العمال بدون سابق إنذار.
ونوه داوود إلى أنّ أكثر من 2000 عامل باتوا مهددين بالتسريح، كون أن المصانع لم تعد قادرةً على ترويج منتجاتها، مشيراً إلى أن الحكومة تلزمهم بدفع ضريبة تصل إلى 16% على المواد الخام التي يستوردونها للتصنيع، فيما يدفع المستورد للكمامة الجاهزة ضريبة بنسبة 1% فقط –بحسب قوله-.
ولفت إلى أنّ الكمامات المستوردة ليست طبيةً 100% وتباع بأسعار زهيدة، في حين أن ما تنتجه المصانع الأردنية يفوق المستورد من حيث المواصفات، مؤكداً أنه منتج طبي خالص يحمل شهادات اعتماد من قبل جميع المؤسسات المعتمدة كمؤسستي الغذاء والدواء والمواصفات والمقاييس، موضحًا أنهم الأحق ببيع هذه المنتجات داخل الأردن.
وطالب داوود بوقف الاستيراد أو على الأقل رفع نسبة الضريبة على التجار المستوردين لتحقيق التوازن فيما يتعلق بالاستيراد؛ وذلك لحماية المصانع الأردنية والعاملين فيها مما قد يترتب على استمرار هذه السياسة، مبيناً أن هناك آلاف الكمامات أصبحت مكدسةً لدى المصانع نتيجة عدم بيعها.
كما طالب بإجبار الصيدليات والمستشفيات والدوائر الحكومية وغيرها بشراء المنتج المحلي بدلاً من المنتج المستورد، واصفاً هذه الممارسات بـ “التهميش” للمنتج المحلي، وأن هذا الأمر اصبح يهدد أرزاقهم وأرزاق المئات من العاملين.
ويتفق داوود برأيه مع المهندس أحمد البس ممثل قطاع الصناعات الكيميائية في غرفة صناعة الأردن، من حيث أن استمرار الاستيراد سيهدد مئات العاملين في هذه المصانع.
وكشف البس لـ “المرصد العمالي” أنه حتى الآن تم تسريح ما يقارب الـ 1500 عامل من أصل 2500 يعملون في هذه المصانع، والعدد مرجح للازدياد في حال استمر تجاهل الحكومة لمطالبهم، مشيراً إلى أن جميع العاملين في هذه المصانع عمال أردنيون.
وأضاف البس أنه أرسل عدة خطابات لوزارة الصناعة والتجارة والتموين، وكان آخرها في شهر تشرين الثاني من العام 2020 من أجل حماية المنتج المحلي، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء من وزارة الصناعة لحل المشكلة.
من جهته، استهجن رئيس النقابة العامة للعاملين في الغزل والنسيج والألبسة فتح الله العمراني في حديثه لـ “المرصد العمالي” قرارات الحكومة تهميش المنتج المحلي وفتح باب الاستيراد، مشيراً إلى أن هذه القرارات ما هي إلا تهديد للعمال وقطع أرزاقهم.
وأضاف العمراني أن النقابة أرسلت خطابات عديدة لوزارة الصناعة والتجارة حتى قبل جائحة كورونا للمطالبة بوقف الاستيراد وحماية المنتج المحلي، إلا أن “الحكومة دائماً تتجاهل مطالبنا وتتناساها”.
وأكّد العمراني أنّه لغاية الآن لم تصل للنقابة أي شكوى من العمّال الذين تم تسريحهم، وهذا لا يمنح النقابة المبررات القانونية والنقابية لتأدية دورها؛ لأن النقابة لا تستطيع اتخاذ إجراءات بدون شكاوى من العاملين أنفسهم.
وحاول المرصد العمالي الحصول على توضيحات من وزارة العمل حول إجراءاتها فيما يخص تسريح العمال في هذه المصانع، إلا أن الوزارة لم تبادر بالإجابة.