محطة تحلية المياه في العقبة: هل هناك سوء إدارة وتوزيع حصص المياه

33 ثانية ago
محطة تحلية المياه في العقبة: هل هناك سوء إدارة وتوزيع حصص المياه

د.عبد الفتاح طوقان

تعد محطة تحلية المياه المالحة في العقبة واحدة من المشاريع الحيوية التي تهدف إلى معالجة مشكلة نقص المياه في الأردن. ومع ذلك، تثير هذه المحطة العديد من التساؤلات حول سوء إدارة وتوزيع حصص المياه الناتجة بين الأردن و إسرائيل مستقبلا بعد الانتهاء من تنفيذ المشروع ، خاصة في ظل العلاقة المتشابكة بينهما .

أسباب إقامة المحطة

تم الشروع في تصميم وإقامة محطة التحلية في العقبة لمواجهة التحديات المتزايدة في إمدادات المياه في الأردن. ومع ذلك، فإن توزيع حصص المياه الناتجة عن المحطة حسب ما نشر علىً موقع المكتبة اليهودية الافتراضية يثير القلق حيث تأخذ إسرائيل ضعف كمية المياه التي تحصل عليها الأردن. هذا الأمر يطرح تساؤلات حول العدالة في توزيع الموارد المائية المشتركة.

الأبعاد البيئية

يُعرف أن كل متر مكعب من المياه للشرب يقابله متر مكعب من الملح، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للبيئة البحرية في العقبة إذا لم تتم معالجته بشكل صحيح. فعدم معالجة المياه المالحة يمكن أن يؤدي إلى تدهور الحياة البحرية في خليج العقبة.

الإجراءات الحكومية

تُثار تساؤلات حول كيفية اتخاذ وزير المياه حازم الناصر عام ١٩٩٤ لقرار إنشاء هذه المحطة دون عرضها على مجلس النواب أو إبلاغ الشعب او مناقشة الحصص والحقوق المائية للأردن ؟ ام انه فرض عليه التوقيع ؟
هذا الأمر يشير إلى غياب الشفافية والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات المهمة وهي ليست المرة الاولى و في حكومات مختلفه ابسطها اتفاقية الغاز من إسرائيل  و بيع الشركات الأردنية و الخصخصة.

استجواب الحكومة

من المهم استجواب الحكومة الحالية حول تفاصيل المشروع، بما في ذلك التمويل، وكيفية اختيار الشركة التي ستقوم بالتصميم والتنفيذ بعد ان طرح عطاء . كذلك، يجب معرفة من سيتولى تشغيل المحطة الجديدة وتكاليف التشغيل المرتبطة بها.

دور سلطة الإقليم

تساؤلات عديدة تطرح حول دور سلطة الإقليم في العقبة في هذا المشروع والتى للأسف لم تمنح اي دور علما ان المشروع في العقبة ومفترض ان يخضع لها ولو نسبيا لا ان يترك لوزارة المياه منفرده .
وايضا يجب أن يُسأل عن مساهمة إسرائيل المالية وعن دور السلطة الفلسطينية في المشروع، وما إذا كانت حصة إسرائيل تأتي مقابل سعر أم كخدمة للكيان الإسرائيلي.

بيع المياه لإسرائيل

إذا قرر الأردن بيع المياه لإسرائيل، فمن الضروري معرفة الجهة المسؤولة عن ذلك. هل ستكون شركة المياه، سلطه الإقليم، وزارة المياه، أم الشركة المنفذة للمشروع؟ كما يجب أن يُحدد سعر المتر المكعب من المياه.

التكاليف البيئية أيضاً، يجب النظر في تكلفة إنتاج المتر المكعب من المياه، وتكلفة معالجة كل متر مكعب من الأملاح الناتجة، وتأثيرها على البيئة البحرية في العقبة.

اقصد ان مشروع تحلية المياه في العقبة نقطة جدل بين الأطراف المعنية، ويحتاج إلى مزيد من الشفافية والمشاركة الشعبية لضمان إدارة فعّالة وعادلة للموارد المائية.

aftoukan@hotmail.com