عمرة والحسا… ما بين التنمية وزخرف القول واشياء أخرى

دقيقة واحدة ago
عمرة والحسا… ما بين التنمية وزخرف القول واشياء أخرى

بقلم المهندس محمد عبدالحميد المعايطة:

في غياب الشفافية ومشاركة المواطنين في صناعة القرار لا بل انفراد الحكومات في قرارات استراتيجية يتحمل الشعب والشعب وحده أثارها وعواقبها ، وفي ظل عدم احترام إرادة الشعب يأتي قرار جديد من الحكومة ليس له تفسير إلا التخبط وعدم الوضوح تم تغطيته بزخرف القول ومعسول الشعارات عن التنمية والاستثمار وتخفيف الفقر والبطالة والازدحامات المرورية والكثافة السكانية للعاصمة.
ولأن ايمان الحكومة راسخ بأن المواطن يحمل ذاكرة العصفور ، فمن حقنا أن نعرف ما هو الصندوق الاستثماري الأردني وذراعه الشركة الاردنية لتطوير المدن والمرافق وبين ناظرينا صندوق الأجيال الذي بعنا لاجله معظم موارد ومؤسسات الدولة والنتيجة كانت الرصيد الصفري لهذا الصندوق وكذلك مؤسسة استثمار الموارد الوطنية وهي الذراع الاستثماري للحكومة وخاصة في التطوير الحضري ، والنتيجة عرفها المواطنين في مديرها السابق ومدينة العزم وأطلالها خير شاهد على هذه الاستثمارات ، وكيف تسمح الحكومة لنفسها ان تجعل من الضمان الاجتماعي شريكاً في هذا الصندوق ؟ وهو مدخرات المواطنين ومستقبلهم ومستقبل أبناءهم ، ونحن نرى هذا المشروع العتيد قبل ان يبدأ يتعارض مع معطيات الواقع وأساسيات التخطيط الحضري ، الكثير من اصحاب الخبرة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومنهم كبار الموظفين ( رؤساء وزارات) ذهبوا باتجاه إقامة عاصمة ادارية او مدينة في منطقة القطرانة لكونها تقع قريباً في وسط المملكة حيث تبعد ما يقارب عشرين كيلومتر الى الشمال من نقطة الوسط في المملكة ( مخفر المزار الجنوبي ).
واقول للحكومة لو طلبنا من خبراء التنمية والتطوير الحضري بأننا نريد تخفيف الكثافة السكانية في عمان والزرقاء والرصيفة لان البنية التحتية لم تعد تحتمل اية زيادة سكانية جديدة ونريد تحقيق التنمية المستدامة وتشجيع الاستثمار وتوفير فرص وظيفية جديدة ، ونرغب في مشروع بناء مدينة جديدة وعرضنا لهم الحقائق التالية :
١- ٩٠٪؜ من سكان المملكة يتواجدون في الثلث الشمالي من المملكة والعاصمة تقع في الثلث الشمالي من المملكة.
٢- خمس مدن رياضية في الثلث الشمالي والسادسه على الطريق والأجزاء الجنوبية لا يوجد فيها اي مدينة رياضية.
٣-أكبر دخل اقتصادي لخزينة المملكة يأتي من الثلث الجنوبي للمملكة بوتاس وفوسفات وميناء ومياه وإسمنت ومنغنيز وبرومين وأسمدة وكيماويات وسياحة( بترا ورم والعقبة).
٤- مصدر المياه الأساسي لِثلث الشمالي للمملكة يأتي من الثلث الجنوبي للمملكة .
٥- يوجد في الثلث الشمالي ما يزيد على ٢٥ جامعة خاصة وحكومية ولا يوجد في بقية المملكة الا ثلاث جامعات حكومية .
٦-الإدارات العامة لكل المشاريع الإنتاجية في الجنوب متواجدة في عمان، واحد أهداف المدينة الجديدة تخفيف الازدحامات المرورية والسكانية في عمان.
٧-كل المستشفيات الرئيسية العامة والخاصة موجودة في الثلث الشمالي ومن يحتاج إلى علاج منّ ابناء الجنوب عليه الحضور إلى عمان ، وتذكر أيها الخبير بان عمان في الثلث الشمالي من المملكة.
٨- ابناء عمان وما حولها لديهم فرص كبيرة في وظائف الدولة والقطاع الخاص، وبعضهم يعمل في اكثر من مؤسسة في القطاع الخاص في آن واحد.
٩- ابناء الجنوب ليس أمامهم الا وظائف القطاع العام لانه لا يوجد قطاع خاص، والقطاع العام منذ سنوات يتضاءل امام الخدمات الإلكترونية ولا توظيف لديه.
٩- لقد استمعنا لعدد من رؤساء بلديات المنطقة المختارة للمدينة الجديدة اشتكوا لجلالة الملك في عام ٢٠١٦ بأن المصانع والاستثمارات تحاصر محيط مدنهم ويطالبون بوقفها.
١٠- النمو السكاني في المناطق الجنوبية اصبح في اغلب المحافظات سالباً نتيجة الهجرة من الجنوب إلى الشمال بحثاً عن فرص العمل، والمدينة الجديدة بمشاريعها البراقة سوف تكون جاذبة اكثر لأبناء المحافظات وليس لأبناء عمان والزرقاء والرصيفة وهذه مدينة العقبة والزرقاء خير شاهد ومكونها الرئيسي أبناء المحافظات الذين هاجروا طلباً للرزق .
عندما يطلع خبراء التنمية والتخطيط الحضري على هذه المعطيات سوف يقولون بلسانٍ واحد من الغباء اختيار هذا الموقع، علينا أن ننظر في موقع آخر قريب من مصدر المياه والميناء ومواقع الإنتاج والكثافة السكانية القليلة وأفضل موقع في العالم لإنتاج الطاقة الشمسية وهي محافظة معان .
سياسات الحكومات المتعاقبة في سوء التخطيط وسوء توزيع مكاسب التنمية هي التي سببت النقاط العشر السابقة.
لسنا مطمئنين لوعود الحكومة وزخرف القول الذي تبثه ، فقد سمعنا عن وعود سابقة ذهبت ادراج الرياح ، إقرار المشروع وتشكيل أدواته يثير الريبة ومن هم اصحاب الأراضي حول المدينة الجديدة التي اعترف مسؤولي المشروع بان اسعارها قد ارتفعت وحلقت عالياً، كما يحق لنا أن نتخوف من تفريغ الجنوب ثلثي مساحة الوطن من السكان ويلوح أمامنا مخططات ترامب وتهديدات الكيان الصهيوني في التهجير القسري لاهلنا الصامدين في فلسطين.
وبهذا الصدد طالبنا منذ سنوات بتخفيف العبء على العاصمة عمان من كل الإدارات العامة للمشاريع الإنتاجية في الجنوب وذلك بنقل هذه الإدارات إلى مواقع الإنتاج وعلى رأسها ادارة شركة الفوسفات لأنشاء مدينة جديدة قرب مدينة الحسا لا تكلف الحكومة اي فلس وسنجدها بعدّ عشر سنوات وليس خمسة وعشرين عاماً مدينة كبيرة من اكبر مدن الجنوب وجاذبة للسكان والاستثمار وخاصة إذا انشأنا فيها بعض ما يروج له في المدينة الجديدة عمرة.
هل من يقرأ ؟
الا يحق لنا أن نسأل عن ألاشياء الأخرى غير التنمية عندما نرى بأنه تم شراء دونم الأرض بسعر ٥٦٠٠ دينار والأردنيين يعرفون كم هو السعر في هذه المنطقة ؟
المهندس محمد عبدالحميد المعايطة
رئيس بلدية الكرك السابق