د. هاني العدوان
الى فالح حسون الدراجي
قبل ان تكتب كان عليك ان تعرف
وقبل ان تشمت كان عليك ان تفهم
وقبل ان تتطاول على اسم اكبر من مقالك
كان الاولى ان تسال نفسك
هل ما اكتبه موقف ام سقوط
لان ما سطرته ليس نقدا رياضيا
ولا حتى انحيازا يمكن تفهمه
بل سقوط اخلاقي صارخ
سقوط لا يطال من كتبت عنهم
بل يكشفك كما انت
بكل ما في النص من علة وفقر عقل
النشامى يا من ليس لك من اسمك نصيب
ليسوا لقب منتخب
ولا كلمة ترمى على هامش خسارة
النشامى هو اسم شعب
اهل الكرم حين يشتد الفقر
واهل الشهامة حين تغيب النجدة
واهل الفروسية حين يعانق الدم التراب
رجال اذا ادلهمت الخطوب وقفوا
واذا نادى الواجب تقدموا
واذا خيروا بين السلامة والكرامة
اختاروا الكرامة ومضوا
النشامى تعرفهم ارض الكرامة
حيث تكتب البطولة بالدم
ويعرفهم الخصوم في ساحات الوغى
لانهم الاكثر ثباتا
النشامى لم يكونوا يوما متفرجين على وجع امتهم
وقفوا مع اشقائهم العرب في كل محنة
لم يسالوا عن ثمن
ولم يتخلوا
ولم يغلقوا بابا في وجه خائف وملهوف
النشامى
هم الذين يركضون الى الموت بصدورهم
حين تكون القضايا اكبر من الحياة
ويفهمون ان الشهادة موقف
وان الكرامة لا تشترى
بل استحقاق لمن يملك القيم ويدفع ثمنها
ثم تاتي يا من تظن نفسك صحفيا
لتكتب شماتة
هنا لا نكون امام راي
بل امام سقوط
السقوط ليس في الهجوم على فريق
بل في الجهل بما تهاجمه
وفي العمى عن معنى ان تسخر من شعب كامل
وتختزل تاريخه في نتيجة مباراة
الصحافة يا هذا ليست سبا
ولا تشفيا
ولا منصة لتفريغ نقص داخلي
الصحافة مهنة واخلاق وقيم
لا يمتهنها الا الكبار
اما من دخلها بلا اخلاق
وامثالك شاهد حي
فهو دخيل مهما كتب ومهما نشر له
وهنا المفارقة التي تفضح اكثر مما تجرح
هذا الشعب الذي تتهكم على فريقه
هو نفسه الشعب الذي فتح لك صدره
واعطاك الامان حين ضاقت بك ديارك
ومنحك امنا وملاذا وكرامة
لم يسأل يوما عن ثمنها
فكيف يكون الرد
بالشماتة
لا بل بالتذكير
هذا الفريق الذي تهاجمه
هو ابن شعب صدره حنون
يعطي ولا يتمنن
ويحمي ولا يطلب شكرا
ويغفر حتى لمن لا يستحق
اما الشماتة
فلا يجوز السكوت عنها
وكشفها واجب
لان السكوت عنها خيانة للوطن
ولكرامته
المنتخبات تخسر وتفوز
اما القيم فلا تهزم
والنشامى لا تغويهم عناوين الصحف
فالتاريخ يعرفهم
والميادين تشهد مواقفهم
وتحفظ اسماءهم في قوائم الشرف
ايها الفالح
من سخر من النشامى
لا يسيء اليهم
بل أساء الى نفسه
واسقطها بجهله
وخرج بنصه عاريا
تفضحه كلماته قبل ان يفضحه الناس






