وطنا اليوم _
كتب: ليث الفراية
في وطنٍ تعلّم أن يبني مجده بهدوء، وأن يراكم إنجازاته بالصبر والعمل، تبرز الكيانات المؤسسية التي لا تكتفي بالنجاح، بل تصنع له معنى ومن هؤلاء مجموعة وتد الاستثمارية التي اصبحت ليست حكاية أرقامٍ جامدة ولا عناوين عابرة، بل سردية وطنية متماسكة، تبدأ من الإيمان العميق بالأردن وقيادته الهاشمية الحكيمة، وتمتد إلى ممارسة يومية للعمل المسؤول، حيث تُدار الرؤية بعقلٍ مؤسسي، وتُترجم القيم إلى أثرٍ ملموس في الاقتصاد والمجتمع حيث الزائر لمسارات عمل المجموعة يلمس منذ اللحظة الأولى ذلك الانضباط الهادئ، وتلك الثقة التي لا تُعلن عن نفسها صخبًا، بل تُثبت حضورها بالنتائج.
منذ البدايات، ارتكزت مجموعة وتد الاستثمارية على الابتكار بوصفه ثقافة لا خيارًا، وعلى معايير خدمة عالية جعلت منها نموذجًا يُحتذى في البناء المؤسسي الرصين حيث لم يكن التطوير شعارًا، بل ممارسة مستمرة تشمل العمليات والمنتجات والخدمات، واستثمارًا واعيًا في المعرفة والحوكمة والكفاءات بهذا الفهم العميق، استطاعت المجموعة أن تشق طريقها بثبات، وأن تعزز تنافسيتها محليًا وخارجيًا، وأن تحافظ على ربحيةٍ متوازنة تُدار بعقل طويل النفس، هدفه الاستدامة قبل كل شيء، وإضافة قيمة حقيقية للاقتصاد الوطني.
وتتجلى احترافية مجموعة وتد الاستثمارية في قدرتها على قراءة التحولات الاقتصادية بوعيٍ استباقي، لا ينتظر المتغيرات بل يتهيأ لها، ويحوّل التحديات إلى فرص مدروسة فالمجموعة لا تعمل بمنطق ردّة الفعل، بل بعقلية التخطيط طويل الأمد، حيث تُبنى القرارات على دراسات معمقة، وتُدار المخاطر بحكمة، ويُمنح النمو الوقت الكافي لينضج فهذا الأسلوب جعلها قادرة على التوسع بثقة، وعلى ترسيخ حضورها كمؤسسة تعرف متى تتحرك ومتى تتأنّى، دون أن تفقد بوصلتها الوطنية أو مسؤوليتها تجاه السوق والمجتمع.
قوة الاسم، ووضوح الهوية، وتراكم السمعة، عناصر صاغت معًا رافعة داخلية جعلت أبناء المجموعة يعملون بروح الفريق الواحد فهنا لا تُدار المؤسسات بمنطق الفرد، بل بمنهجية تُقدّم التخطيط، وتؤمن بالتحول المدروس، وتترجم الخطط الطموحة إلى واقعٍ يُقاس ويُراجع ويُحسّن حيث إن ما تنفذه المجموعة اليوم من برامج تحول ليس قفزة في المجهول، بل امتداد طبيعي لمسارٍ بُني بعناية، تُحكمه معايير الأداء، وتدعمه قيادة تعرف متى تُغامر، ومتى تُثبّت الأقدام.
وفي بيئة اقتصادية تتطلب مرونة عالية، أثبتت وتد الاستثمارية أن الإدارة الحديثة لا تعني القطيعة مع القيم، بل تعني إعادة صياغتها بلغة العصر فالشفافية، والحوكمة الرشيدة، وبناء الكفاءات، عناصر حاضرة في صميم العمل اليومي للمجموعة، لا تُرفع كشعارات، بل تُمارس كسياسات داخلية واضحة، تنعكس على الأداء والاستقرار والثقة ومن هنا، استطاعت المجموعة أن تبني علاقات متينة مع شركائها، قائمة على الاحترام المتبادل والمصداقية، وهو ما شكّل رصيدًا استراتيجيًا عزّز من مكانتها ووسع من آفاقها.
وفي القلب من هذه المسيرة، يقف رجال صنعوا الفرق بإيمانهم قبل أدواتهم، ويبرز بينهم رئيس مجلس الإدارة مهند المناصير، الذي قدّم نموذجًا وطنيًا نقيًا في القيادة، جامعًا بين عشق تراب الأردن والإيمان برسالة بني هاشم، دون استثمارٍ في الضجيج أو الارتهان للفئوية والإقليمية حيث قيادةٌ اختارت أن تُراكم الثقة، وأن تعزز قيم المواطنة الصادقة، وأن تجعل الولاء والانتماء ممارسة يومية في العمل والقرار، فكان الحضور هادئًا والتأثير عميقًا. ولم يكن هذا النهج الأخلاقي استثناءً عابرًا، بل مسارًا ثابتًا تُوّج مؤخرًا بحصوله على جائزة التميز الأخلاقي لقيادة الأعمال لعام 2025، في اعترافٍ وطني راقٍ بقيادة جعلت من النزاهة والبوصلة القيمية أساسًا للنجاح والاستدامة وقد جاء التكريم الملكي العام الماضي بميدالية اليوبيل الفضي تتويجًا لمسيرة تميزٍ مستمر، واعترافًا بإنجازاتٍ صنعت أثرًا وارتقت باسم الوطن واستحقت التقدير.
كما أدركت مجموعة وتد الاستثمارية أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان، فكان التركيز على تطوير الموارد البشرية جزءًا أصيلًا من فلسفتها المؤسسية حيث بيئة العمل داخل المجموعة لا تقوم على الوظيفة فقط، بل على الانتماء، وعلى بناء قيادات شابة قادرة على حمل الراية مستقبلًا. هذا الاستثمار في العقول قبل الأصول أسهم في خلق ثقافة داخلية منتجة، يشعر فيها الموظف أنه شريك في النجاح، لا مجرد رقم في هيكل تنظيمي، وهو ما انعكس استقرارًا، وولاءً، وأداءً عالي الجودة.
مجموعة وتد الاستثمارية اسمٌ وطني بامتياز، لأن حضورها لم ينحصر في السوق، بل امتد إلى المجتمع حيث وقوفها إلى جانب الشباب، وفتحها أبواب الفرص، ومساهمتها في تشغيل الأردنيين من الجنسين، لم يكن فعلًا موسميًا، بل خيارًا استراتيجيًا يربط النمو الاقتصادي بالمسؤولية الاجتماعية بهذا النهج، أسهمت المجموعة في تحريك عجلة الاقتصاد، وفي بث الأمل العملي القابل للقياس، مؤكدة أن المؤسسة الناجحة هي تلك التي تكسب ثقة الناس بقدر ما تحقق الأرباح.
ولا يمكن الحديث عن وتد الاستثمارية دون التوقف عند بعدها الوطني العميق، حيث ظلّ قرارها الاقتصادي متسقًا مع المصلحة العامة، بعيدًا عن منطق الربح السريع أو المكاسب الضيقة. فقد اختارت أن تكون جزءًا من الحل، لا عبئًا على الدولة، وأن تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني عبر التوسع المسؤول، ودعم المبادرات التي تخدم المجتمع، والإيمان بأن قوة المؤسسات الخاصة هي رافعة أساسية لقوة الوطن واستقراره.
إن مجموعة وتد الاستثمارية اليوم لا تمثل مجرد كيان استثماري ناجح، بل تقدم نموذجًا أردنيًا ناضجًا في العمل المؤسسي، نموذجًا يثبت أن الوطنية لا تتعارض مع الطموح، وأن الانتماء الحقيقي يُقاس بما نضيفه لوطننا لا بما نأخذه منه هكذا تواصل وتد مسيرتها، بثقة هادئة، ورؤية واضحة، وإيمان راسخ بأن المستقبل يُبنى بالعمل، وأن المؤسسات العظيمة تُصنع حين تلتقي الفكرة الصادقة بالإدارة الحكيمة.







