بقلم المحامي حسين احمد الضمور
كثيرًا ما أقف حائرًا أمام بعض ما يحدث في حياتي، وأتساءل: لماذا؟
لماذا يُكسر ما أحب، ولماذا تُغلق الأبواب التي ظننتها النجاة؟
ثم أتذكر… كم سفينةٍ خُرِقَت فنجت.
تعلمت أن ما يبدو خسارة قد يكون عين الحفظ، وأن الألم أحيانًا ليس إلا طريقة أخرى للنجاة. كما خُرقت السفينة في قصة الخَضِر، لم يكن الخرق عبثًا، بل رحمةً خفيّة أنقذتها من الغصب والهلاك.
في حياتي سفنٌ كثيرة خُرقت:
أحلام لم تكتمل، علاقات انتهت، طرق أُغلقت في وجهي.
كنت أظنها شرًّا محضًا، ثم مرّ الوقت، فانكشف لي أن الله صرفني عن أذى، أو هيّأ لي خيرًا لم أكن لأبلغه لو سارت الأمور كما أردت.
أدركت أن المشكلة ليست في الأقدار، بل في عجلة الفهم.
نريد الحكمة فورًا، وننسى أن بعض الإجابات لا تُمنح إلا مع الصبر.
وأن التسليم لا يعني الضعف، بل هو أسمى مراتب اليقين.
اليوم، حين يُكسر شيء في حياتي، لا أسأل فورًا: لماذا يا رب؟
بل أحاول أن أقول: لعل في هذا نجاة لا أراها الآن.
فما دام الله هو المدبّر، فكل خرقٍ مقصود،
وكل ألمٍ محسوب،
وكل تأخيرٍ عطاءٌ مؤجّل.
كم سفينةٍ خُرِقَت فنجت…
وكم نفسٍ جزعت، ثم حمدت الله حين فهمت.






