وطنا اليوم:اكتشف فريق من الباحثين بهولندا مجموعة من الأعضاء لم تُكتشف من قبل، يتعلق الأمر بزوج من الغدد اللعابية الكبيرة، كامناً في الزاوية حيث يلتقي تجويف الأنف مع الحلق، فيما يؤكد علماء أنه إذا تأكدت النتائج، فإن هذا المنبع المخفي للعاب يمكن أن يمثل أول اكتشاف من نوعه منذ نحو ثلاثة قرون.
وفق تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية، الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإن أي كتاب تشريح حديث سيُظهر ثلاثة أنواع رئيسية فقط من الغدد اللعابية: أحدها يقع بالقرب من الأذنين، والآخر أسفل الفك، والثالث تحت اللسان، لكن الاكتشاف الجديد يؤكد وجود غدة رابعة.
سابقة علمية: الدكتور ماتيس فالستار، الجراح والباحث بمعهد السرطان الهولندي، والمشارك في الدراسة التي نُشرت الشهر الماضي، بمجلة Radiotherapy and Oncology، قال: “الآن، نعتقد أن هناك غدة رابعة”.
فبعد آلاف السنين من التشريح والتقطيع الدقيق، بدا الأمر كما لو أن العلماء قد اكتشفوا كامل أجزاء الجسم البشري. وهو يتكون من بضع عشرات من الأعضاء، ومئات من العظام والنسيج الضام لربط كل شيء معاً.
لكن رغم قرون من الفحص والتدقيق، لا يزال جسم الإنسان قادراً على مفاجأة العلماء.
من جهتها، قالت الدكتورة فاليري فيتزهو، أخصائية علم الأمراض بجامعة روتجرز، والتي لم تشارك في البحث، إن الدراسة كانت صغيرة، وفحصت عدداً محدوداً من المرضى، وأضافت مستدركة: “لكن يبدو أنهم عثروا على شيء. وإذا كان الأمر حقيقياً، فقد يغير الطريقة التي ننظر بها إلى الأمراض في هذه المنطقة من الجسم”.
صدمة العلماء: أما الدكتورة إيفون موري، وهي أخصائية علاج الأورام بالإشعاع في جامعة ديوك، فقد قالت إنه حتى في غياب تطبيق علاجي مباشر فإنها “صُدمت تماماً، لأننا في عام 2020 ولدينا عضو جديد اكتُشف في جسم الإنسان”.
يعد هذا العضو الجديد مهماً للباحثين والأطباء الذين يتعاملون في علم الأورام.
تنتج الغدد اللعابية مجتمعةً نحو ربع غالون من اللعاب كل يوم، وهو المسؤول عن “الكثير من الأشياء التي تجعلك تستمتع بالحياة”، على حد قول الدكتور فالستار.
إذ يعمل على تليين الفم، مما يسهّل الكلام والبلع، وينقل المواد الكيميائية اللذيذة في الطعام إلى الخلايا المجهرية التي يمكنها الشعور بها. حتى إنه يأتي مشبّعاً بقدرات علاجية كبيرة، ويشن حرباً ضد الجراثيم ويسرّع من تهدئة الجروح.
كيف تم الاكتشاف؟ يتخذ الأطباء عديداً من الاحتياطات لتجنب إلحاق الضرر بالغدد عند إعطاء العلاج الإشعاعي، الذي يمكن أن يؤدي، بحركة واحدة خاطئة، إلى الإضرار بالأنسجة الرقيقة بشكل دائم.
أثناء فحص مجموعة من صور المسح من آلة يمكنها تصوير الأنسجة بتفاصيل عالية، لاحظ الباحثون وجود جسمين غير مألوفين يقعان في مركز بالرأس: ثنائي من الغدد المسطحة الطويلة بطول بضع بوصات، ملتصق بشكل خفي فوق الأنابيب التي تربط الآذان بالحلق.
في حيرة من الصور، شرَّحوا الأنسجة من جثتين ووجدوا أن الغدد تحمل أوجه تشابه مع الغدد اللعابية المعروفة الموجودة أسفل اللسان. ووجدوا أن الغدد الجديدة مربوطة أيضاً بقنوات تصريف كبيرة، في إشارة إلى أنها كانت تنقل السوائل من مكان إلى آخر.
وقال الدكتور فوغل، إن الاكتشاف الجديد قد يساعد في تفسير سبب إصابة الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي لسرطان الرأس أو الرقبة، بجفاف مزمن في الفم ومشاكل في البلع. وأوضح أن هذه الغدد الغامضة لم تكن معروفة للأطباء، و”لم يحاول أحد قط أن يحميها” من مثل هذه العلاجات.
لكن عدداً من الأطباء المختصين طالبوا بالمزيد من البيانات. وقالت الدكتورة إيفون: “إن الحصول على مجموعة بيانات سريرية واحدة لا يكفي أبداً”.