بفلم المحامي حسين احمد الضمور
في الأيام الأخيرة، خرج الوزير الإسرائيلي إيلي كوهين بتصريحات خطيرة، حاول من خلالها الإيحاء بأن “الحل” يمكن أن يكون على حساب الأردن، وبأن الدولة الفلسطينية يمكن أن تُقام خارج فلسطين.
هذه ليست تصريحات عابرة، ولا تحليلات مشتتة… بل كلام يكشف عقلية استعمارية ما زالت تعيش أوهام القوة، وتتوهم أن الأردن أرض بلا شعب يمكن هندسة مستقبلها بقرارات من وراء الحدود.
ولأننا في الأردن نعرف تاريخنا، ونفهم حاضرنا، وندرك حجم المخاطر على أمتنا، نقف اليوم لنرد لا بالصوت فقط، بل بالموقف:
أولاً: الأردن ليس جزءًا من “المقترحات”، ولن يكون وطنًا بديلًا لأحد
الأردن دولة قائمة، ثابتة، راسخة، لها سيادتها وحدودها وشعبها وتاريخه الممتد.
كل من يحاول أن يزجّ الأردن في أي سيناريو أو يتحدث عن فلسطين خارج فلسطين، إنما يتحدث بجهل تام أو بنية عدوانية مكشوفة.
نحن لسنا رقعة على طاولة مفاوضات، ولسنا خيارًا احتياطيًا لأي طرف.
الأردن الأردن… وفلسطين فلسطين… وهذه معادلة لا تتغير مهما تغيّرت الحكومات أو تغيّرت السياسات.
ثانيًا: تصريحات كوهين تكشف العقلية التي تتعامل بها إسرائيل مع المنطقة
تصريحات تستخف بالشعوب، وتعتقد أن هويّات الدول تُعاد كتابتها بقرار سياسي أو بضغط دولي.
هذه ليست قراءة سياسية، بل وقاحة سياسية، تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر إزاحة الشعب الفلسطيني عن أرضه، ثم تعويضه بوطن بديل.
ونحن هنا نقول بوضوح:
لن يكون الأردن ممراً ولا مقراً لهذه المشاريع.
ثالثًا: نحن مع الدولة الفلسطينية المستقلة على أرضها… وعاصمتها القدس الشريف
وهذا هو الحل الوحيد العادل، وهو موقف لا يتغير بتغير الحكومات ولا الظروف.
الدولة الفلسطينية لا تُصنع على ورق خارجي، ولا تُقام على أرض غير أرضها.
والشعب الفلسطيني لن يقبل الاستبدال، والشعب الأردني لن يسمح بالاستغلال.
رابعًا: الأردن دفع ثمن مواقفه ولن يساوم
دفعناه دمًا في معارك القدس والكرامة، ودفعناه موقفًا عبر عقود، ودفعناه بصمود رغم كل الضغوط الاقتصادية والسياسية.
وهذا الثمن يزيدنا ثباتًا… لا تراجعًا.
خامسًا: رسالتي إلى كوهين ومن يفكر مثله
الأردن ليس ساحة لتجاربكم السياسية.
ولا دولة تبحث عن هوية.
ولا أرضًا تنتظر من يرسم مستقبلها.
هنا دولة ذات سيادة كاملة… وشعب لا يعرف الانكسار… وجيش عربي هو الأكثر وفاءً لقضيته… وقيادة هاشمية تحمل القدس في قلبها قبل أن تحملها على كتفيها.
خلاصة الموقف
تصريحات كوهين مرفوضة، مستهترة، وتُعدّ اعتداءً لفظيًا وسياسيًا على الأردن وعلى الحق الفلسطيني.
ونحن — كشعب وكموقف — نقول:
الأردن خط أحمر… وفلسطين على أرضها فقط… والقدس عاصمتها الأبدية.
أما مشاريع التوطين، والترحيل، والوطن البديل… فهي مجرد أوهام تصطدم بثبات الأردنيين قبل أن تصطدم بالجغرافيا.






