الشاكر : 3 أسباب علمية وراء ضعف الأمطار وغياب الحالات الجوية

23 ثانية ago
الشاكر : 3 أسباب علمية وراء ضعف الأمطار وغياب الحالات الجوية

وطنا اليوم:قال محمد الشاكر، المدير التنفيذي لطقس العرب، إن المملكة تشهد حاليًا دفئًا استثنائيًا خلال شهر نوفمبر، وهو أمر نادر الحدوث وفق السجلات المناخية للعاصمة عمّان.
وكشف الشاكر، عن الأسباب العلمية والمناخية المترابطة التي تقف وراء ضعف الموسم المطري الحالي وغياب الحالات الجوية الفعالة في المملكة.
وأوضح الشاكر أن هذه الظواهر ليست عرضية، بل هي نتيجة لعوامل كوكبية وإقليمية معقدة، في مقدمتها تغير مسار التيار النفاث وتطور ظاهرة “اللانينيا” الشهيرة.
لكن اللافت، بحسب الشاكر، أن 65% من هذه المواسم، أي ما يقارب 33 موسمًا مطريًا، شهدت تحسّنًا واضحًا في الأداء المطري خلال النصف الثاني من الموسم، وانتهت إما حول المعدلات العامة أو أعلى منها.
وأوضح الشاكر أن السجلات المناخية في الأردن تُظهر أن حالات الضعف المطري في بدايات المواسم ليست جديدة على مناخ المملكة، إذ إن مناخ الأردن بطبيعته متقلب لوقوعه في منطقة انتقالية بين المناخين الصحراوي ومناخ البحر الأبيض المتوسط، ما يجعله عرضة لتذبذب كبير في كميات الأمطار من عام إلى آخر.
وأضاف الشاكر أن البيانات المناخية الصادرة عن إدارة الأرصاد الجوية الأردنية تشير إلى أن هناك نحو 50 موسمًا مطريًا من أصل 100 موسم بدأت ببدايات ضعيفة، عانت خلالها المملكة من تأخر الأمطار أو ضعفها في الخريف.
وختم الشاكر حديثه بالتأكيد على أن هذه المعطيات تُعد مؤشرًا إيجابيًا ومُبشّرًا بتحسّن الظروف الجوية خلال الأسابيع القادمة ان شاء الله.

أنماط عالمية تؤثر على شرق المتوسط:
تنبه الخبراء منذ بداية الموسم لتغيرات غريبة في أنماط الطقس الإقليمية، وهو ما عزي إلى تأثير عدد من الظواهر الطبيعية.
وأكد الشاكر أن التباين الواضح في الأمطار بين شمال أفريقيا وجنوب أوروبا من جهة وبين شرق المتوسط من جهة أخرى، يشير بشكل واضح إلى اختلال في آليات التحول الجوي التي اعتادتها المنطقة.
ويأتي هذا التحليل ليضع سلوك الشتاء الحالي في إطاره العلمي الأوسع.

ثلاثة أسباب علمية لضعف الموسم:
عزا الشاكر ضعف الهطول إلى ثلاثة عوامل رئيسية وجدتها دراسات “طقس العرب”:
تعرج التيار النفاث القطبي: أدى حدوث تعرج كبير في مسار التيار النفاث القطبي نحو جنوب القارة الأوروبية إلى تمركز المنخفضات الجوية هناك، مع أمطار غزيرة وثلوج كثيفة.
وفي المقابل، تدفعت المرتفعات الجوية القوية نحو شرق البحر المتوسط والمملكة، مانعة وصول الأنظمة الماطرة بفعالية.
تطور ظاهرة “اللانينيا”: يعود السبب الثاني إلى تطور ظاهرة الللانينيا في المحيط الهادئ، وهي حالة تبريد لمياه المنطقة الاستوائية.
وقد انعكس ذلك على المنطقة بشكل واضح عبر اشتداد المرتفعات الجوية التي تعمل كحاجز يمنع تقدم المنخفضات نحو الأردن.
تبريد غير مسبوق لمياه بحر العرب: أكد الشاكر أن السبب الثالث هو حدوث أقوى حالة تبريد في مياه بحر العرب منذ عام 1998.
وهذا التبريد النادر، الناتج عن تغيرات في أنماط الرياح، يؤثر على مناخ شبه الجزيرة العربية، مما يضعف أداء الموسم الخريفي الذي يعتمد على حرارة مياه البحر كمصدر رئيسي للرطوبة الجوية.
يقدم تحليل محمد الشاكر صورة علمية شاملة لأسباب الجفاف الحالي، مؤكدا أن الأمر يتعدى العوامل المحلية ليربط المنطقة بتغيرات كوكبية عميقة.
ويستدعي هذا الكشوف إعادة النظر في الاستراتيجيات المائية والزراعية للتكيف مع مناخ متزايد التعقيد وعدم اليقين، خاصة في ظل التأثير المجتمع لتبريد البحار وتحول أنظمة الرياح العالمية.