معتصم العساف… الوجه السياحي الأجمل للأردن ورائد التجربة الأردنية الأصيلة

17 ثانية ago
معتصم العساف… الوجه السياحي الأجمل للأردن ورائد التجربة الأردنية الأصيلة

وطنا اليوم _

كتب: ليث الفراية

ريم البوادي… وجه عمّان الذي يبتسم لكل زائر

في كل بلد هناك أشخاص يصنعون الفرق لا لأنهم يملكون المال أو الشهرة بل لأنهم يملكون الرؤية تلك البصيرة التي ترى في التفاصيل الصغيرة ملامح وطن كامل وفي الأردن يبرز الكابتن معتصم العساف صاحب مطعم ريم البوادي كأحد هؤلاء الذين لم يكتفوا بأن يحلموا بل حولوا الحلم إلى واقع يعيش في ذاكرة الزائر ووجدان المكان هو رجل جعل من الضيافة رسالة وطنية ومن السياحة بابًا للتعبير عن جمال الأردن ودفء إنسانيته من يلتقيه يدرك سريعًا أنه لا يتحدث عن مطعم أو مشروع بل عن فكرة أكبر فكرة أن يكون الأردن حاضرًا في كل طبق يُقدَّم وفي كل تفاصيل التجربة التي يعيشها الزائر هكذا صنع معتصم العساف مكانته لا بالضجيج بل بالثبات ولا بالمبالغة بل بالصدق فكان أحد أبرز الأسماء التي أعادت تعريف الضيافة الأردنية على أسس من الأصالة والابتكار والاحترام

بدأت قصة العساف من فكرة بسيطة أن يقدم للناس مكانًا يشعر فيه الزائر بأنه بين أهله لا بين جدران مطعم كان يؤمن أن الضيافة ليست مهنة بل فن وثقافة وأن الوجبة لا تكتمل بطعمها فقط بل بالأجواء التي تُقدَّم فيها وبالمشاعر التي ترافقها من هنا جاء مشروع “ريم البوادي” والذي قارب عمره على 46 عامًا من العطاء والتميّز وأصبح علامة فارقة في عمّان ليس لكبره أو فخامته بل لصدقه وإنسانيته المكان الذي جمع في تفاصيله بين البساطة والهيبة وبين التراث والحداثة فكان صورة مصغّرة عن الأردن نفسه دافئًا ، مضيافًا، مليئًا بالحياة ولأن الأصالة حين تكون حقيقية تصل إلى كل من يزور الأردن فقد كان من الجميل والرمزي يوم أمس السبت أن يختار سعادة السفير الأمريكي الجديد جيمس هولتسنايدر مطعم ريم البوادي كأول محطة له في المملكة، وكأن القدر أراد أن يقدّم له الأردن على طريقته الخاصة فنجان قهوة على نارٍ هادئة، وابتسامة تُروى بكرمٍ لا يُصطنع ومكان عظيم يعبر عن عراقة أردننا الغالي وصورة أولى تختصر كل ما هو جميل في هذا الوطن.

لم يكن النجاح بالنسبة لمعتصم العساف مجرد أرقام أو أرباح تُسجَّل في الدفاتر بل حالة فخر وطني أراد من خلالها أن يُظهر الأردن بأجمل ما فيه حيث كان يدرك أن الزائر الذي يتناول وجبته في عمّان سيحمل انطباعًا عن البلد كله ولذلك جعل من كل تفصيلة تجربة مدروسة من هندسة المكان إلى الخدمة والموسيقى وحتى طريقة الترحيب بهذه الرؤية تحوّل مشروعه إلى وجهة سياحية محلية وعربية يزورها الأردنيون والعرب والأجانب ليعيشوا تجربة الضيافة الأردنية الأصيلة في أبهى صورها ولذلك لم يكن غريبًا أن يُنظر إليه اليوم كأحد أبرز الوجوه السياحية في المملكة ورمز لنجاح القطاع الخاص في خدمة السياحة الوطنية

ما يميّز معتصم العساف حقًا هو أنه لم يفقد إنسانيته وسط زحام العمل فهو الرجل الذي يقف بنفسه بين موظفيه يشاركهم تفاصيل العمل يستمع لهم ويدرك أن سرّ أي نجاح حقيقي يبدأ من الإنسان قبل المكان حيث خلق بيئة عمل يسودها الاحترام والانتماء وأسهم في تمكين الشباب الأردني ليكون قدوة في العمل الجاد والمسؤولية المجتمعية ولذلك فإن من يعرفه عن قرب يدرك أنه لا يدير مشروعًا بل يرعى عائلة كبيرة من العاملين الذين يؤمنون بفكره ونهجه

لم يعد معتصم العساف مجرد اسم في عالم المطاعم والضيافة بل أصبح علامة في قطاع السياحة الأردنية حيث ساهم من موقعه في تعزيز صورة الأردن كوجهة مميزة تمتاز بجمال طبيعتها وكرم شعبها وربط بين المذاق والتجربة وبين المكان والانتماء وكثير من الزوّار العرب والأجانب يروون تجربتهم في مطعمه كأنها رحلة مصغّرة داخل الأردن رحلة تذوق فيها الإنسان قبل الطعام وشاهدوا فيها نموذجًا عن كيف يمكن للمواطن الأردني أن يكون سفيرًا لبلده دون أن يغادر حدوده .

في النهاية لا يمكن الحديث عن السياحة في الأردن دون أن يُذكر هذا الاسم الذي أصبح مرادفًا للأناقة والبساطة معًا وللعمل الصادق الذي يترك أثره إنه رجل جمع بين حبّه للأردن وإيمانه بقدراته فجعل من مشروعه منصة تُعرّف الناس بالوطن على طريقتها الخاصة بالابتسامة والكرم والدفء الإنساني .

إن معتصم العساف ليس مجرد صاحب مطعم ناجح بل وجه سياحي وإنساني يُجسّد الأردن الحقيقي بلد الضيافة والمروءة والجمال الذي يُروى من القلب إلى القلب .