قصة نجاح || خم دجاج من دون لجنة وزارية

22 ثانية ago
قصة نجاح || خم دجاج من دون لجنة وزارية

وطنا اليوم _

د. هاني العدوان

بعد ما صليت الفجر حسّيت حالي دايخ وعيوني مزوغلات
قست الضغط والا إنه نازل
فورا فتحت التلفون وبلشت أتصفح مقالات الأحبة لأن محتواها أفضل علاج لارتفاع الضغط
لحسن حظي أول مقال طلعلي رفع ضغطي بأقل من عشرين ثانية، من أول سطرين كانت أموري عال العال
المقال لخبير اقتصادي أردني متمكن وكفؤ الصديق الدكتور إبراهيم الخصاونة
شدني كلامه حتى آخر فاصلة

يقول الدكتور إبراهيم
دولة هي الثالثة عالميا من حيث احتياطي الفوسفات، والثانية عالميا من حيث الإنتاج، والاحتياطي يقدّر بـ 3.7 مليار طن
دولة هي الرابعة عالميا في احتياطي الصخر الزيتي وبكمية مقدّرة من 40 – 70 مليار طن
دولة هي السابعة عالميا في إنتاج البوتاس
دولة احتياطي النحاس المقدر فيها من 20 – 30 مليار طن من النحاس الخام
دولة تعد من أغنى دول العالم في احتياطي السيليكا واليورانيوم ويوجد فيها احتياطي ذهب عالي

هاي الدولة هي الأردن، شعبها الأفقر مائيا، وقريب إلى الأفقر ماليا، ومع العجز عن كفاية أهلها في الصحة والتعليم، إلا إنها تستضيف 3.4 مليون لاجئ من 43 دولة في العالم
خلصت قراءة المقال والا أنا بدي علاج ينزل الضغط
صفنت وقلت ليش حظنا بالمسؤولين ردي
شو مشكلتنا

يعني يا جماعة الخير، دولة فيها كل هاي الخيرات ومع هيك المواطن آخر الشهر بيحسب مصروفه كأنه بيفك رموز معادلة نووية
طيب، المسؤول اللي متخلف عقليا وما عنده أفق… يجي غيره
وكم حكومة تشكلت وكم تبدلوا مسؤولين
معقول للان ما طلع واحد فيهم يفهم ويحل المشكلة المستعصية
بس الظاهر غيره كمان يستلم المنصب بالوراثة أو بالقرابة مش بالكفاءة
طيب، هاي الثروات وينها
معقول تتبخر وبح ما في شيء

صفنت وطولت الصفنة، وقلت خليني أنا الفاشل في تدبير أموري أفكر شوي
وأنشئ مشروع بالخيال
مشروع بسيط ما بده ميزانية ولا لجنة وزارية
مشروع أتحدى فيه جهابذة من خططوا سياساتنا الاقتصادية الفاشلة

مثلا لو أني أنشأت خم دجاج صغير يتسع لعشر دجاجات، وأنزل على وسط البلد
هناك في سقف السيل شفت نسوان مستورات يبعن دجاج وحمام وبط وأرانب
لفت انتباهي دجاج شكله غريب، مش من دجاجنا الوطني، شكله دجاج آسيوي
وفي ناس حكولي إنه دجاج باكستاني، شكله ظريف مثل ظرافة الحصينيات اللي مجاوراتني

قلت أشتري عشر طيور وأجيب ديك بلدي من ديوك دجاجنا وأحطهم بالخم مع الديك وأعلفهم كويس
لا تخافوا، الحصينيات ما رح يقربوا عليهم لأنه في هدنة بيني وبينهم وفي جيرة
وعندهم وفاء يقدروا معنى الجيرة
صدقوني علاقتنا أوثق من علاقة المواطن بالحكومة
على الأقل في احترام متبادل

ايواااااه، هسا نحسبها بطريقتي مش بحسبة المسؤولين ولجانهم،
لو من العشرة دجاجات طلعنا خمسة بيّاضات، يعني يبيضن، النتيجة كل يوم أقل شيء خمس بيضات
ويوم ورا يوم يبلش الدجاج يرقد على البيض ويفقس صيصان مهجنة
اختراع جديد وطني محلي

وساعتها أبلّش أوسع بالخم شوي شوي
في نهاية السنة رح يكون عندي مزرعة من الدجاج المهجن والمزرعة تفرّخ مزرعة
وأربع خمس سنين والا أنا بنافس دجاج الوطنية
وأعمل اتفاقية مع أمانة عمان وأحجز مسلخ الأمانة على مدار السنة

هذا كله من عشر دجاجات
ولّ عليكم من مسؤولين
ما فيكم واحد فكر بخلوه مع نفسه مثل ما فكرت بالدقيقتين هذول
ويطلع بفكرة كيف نستغل الأموال اللي تدرها هاي الخيرات في بلدنا
وننشئ مشاريع وطنية ذات إنتاجية عالية تدر دخل، وتخفف شوي من البطالة المتكدسة

ول عليكم من مسؤولين، ما فكرتم بلحظة إن البطالة هاي عبارة عن قنبلة موقوتة ممكن تنفجر بوجوهكم بأي لحظة
بس الظاهر إنكم مش خايفين… لأنكم متعودين تفجروا غيظ الناس بالتصريحات مو العكس

الله ينتقم منكم واحد واحد
يطلع النهار وإلا ربنا ماسخكم ومحولكم دجاج ممسوخ ممعوط بلا ريش مثل ما مسخ بني إسرائيل
ونحطكم بخم لحالكم مشان ما تفسدوا جاجاتنا الوطنيات المحترمات
الله يعين الملك عليكم
ويخلص الوطن والشعب منكم

منكم لله