وطنا اليوم – قال نقيب المهندسين الأردنيين المهندس عبدالله عاصم غوشة إن إطلاق أمانة عمّان الكبرى لنظام التخطيط والتنظيم الجديد الذي وافق عليه مجلس الوزراء، يشكل تحولًا نوعيًا واستراتيجيًا في مسار تطوير العاصمة، ويمثل نقلة حقيقية في فلسفة إدارة النمو العمراني والتخطيط الحضري في الأردن.
وأضاف المهندس غوشة عبر حساباته على منصتي “فيس بوك” و”إكس” أن النظام الجديد يؤسس لمرحلة تخطيط شمولي علمي ومدروس، يعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والمدينة، من خلال رؤية طويلة المدى تقوم على البيانات، والعدالة المكانية، والاستدامة البيئية.
وبيّن أن من أبرز سمات النظام هو الفصل الواضح بين التخطيط والتنظيم؛ إذ يرسم التخطيط الرؤية الاستراتيجية للمستقبل، فيما يترجم التنظيم تلك الرؤية إلى قواعد وإجراءات تنفيذية، وهو ما يضع حدًا لحالة الخلط التي كانت تُربك عملية النمو الحضري وتُضعف التكامل بين المؤسسات.
وأوضح أن النظام يعتمد منهجية تخطيط متدرجة تشمل الخطة الشاملة للمدينة، وخطط المناطق، وخطط الأحياء، وهو ما يضمن انسجام القرارات من المستوى الكلي إلى التفصيلي، ويحقق توازنًا في توزيع الخدمات والبنية التحتية بين مختلف مناطق العاصمة.
وأشار نقيب المهندسين إلى أن النظام الجديد يعزز مبدأ الشراكة المجتمعية من خلال إشراك المواطنين في مراحل إعداد الخطط التنظيمية عبر جلسات استماع علنية وآليات تشاورية مؤسسية، ما يعزز الشفافية ويجعل صوت المواطن جزءًا أصيلًا من عملية صنع القرار.
وأكد أن النقابة ترى في هذا النظام نقلة باتجاه عدالة عمرانية واستدامة حضرية حقيقية، فهو لا يقتصر على تحديث الإجراءات، بل يُسهم في بناء منظومة حضرية متكاملة تعزز جودة الحياة، وتدعم الاستثمار، وتفتح الباب أمام مدينة ذكية ومنظمة تستشرف المستقبل.
ولفت المهندس غوشة إلى أن اعتماد التحول الرقمي والأتمتة الإجرائية في النظام يسهم في تبسيط الخدمات وتقليل البيروقراطية، مما يخلق بيئة أكثر جذبًا للمواطنين والمستثمرين، ويضمن استقرارًا قانونيًا عبر وضوح الصلاحيات والمحددات الزمنية لكل إجراء.
وشدد غوشة أن هذا النظام يترجم رؤية الأردن في تحديث الإدارة الحضرية، ويؤسس لمدينة عمّان كأنموذج عربي في التخطيط الذكي العادل والمستدام، ويخطط للإنسان وجودة حياته، ولعمانٍ التي نريدها أن تبقى مدينة نابضة بالحياة والفرص، متوازنة في عمرانها، إنسانية في جوهرها، وعادلة في نموها، وتتمحور حول إنسانها، أغلى ما فيها.