السمسرة و السرسرة

د . بسام العموش
قد يبدو العنوان غريبا” للبعض لكنه يتناول واقعا” نعيشه في مختلف القطاعات. وحين أتناول الموضوع فذلك أنني شاهد على أشياء رأيتها بأم عيني .
لقد رأيت البعض في المجال الطبي لا يبالي الا بجمع المال من المريض سواء كان بحاجة أم لا !! وسواء كان المريض أردنيا” أو غير ذلك !! وسواء كان المريض فقيرا” أم غنيا” !! رأيت من يتداول المريض وكأنه سلعة دون شعور بالإنسانية ولا بقسم أبقراط لا برقابة الله قبل ذلك . جاء لطبيب في تخصص معين ، فقال له الطبيب إنك بحاجة إلى من يدقق أعصابك ، فيرسله باتفاق لطبيب ، والأخير يقول له : إن حالتك النفسية تحتاج لطبيب مختص وهكذا في تدوير للمريض ولا يغادر الا بنكبة جيبه المنكوب أصلا” . هذا اذا لم يتم إرساله لقسطرة ربما لا يحتاجها . ويستمر المسلسل في مجال الأدوية فمن يتعامل مع دواء ويكتبه في الوصفات فله تكريم كل واحد حسب مستواه فمنهم من يأخذ ” كاش” بنسبة يتفق عليها ومنهم من يتم إرضاؤه بسفرة استجمام تحت عناوين مختلفة . هذا الصنف لا يستحق هذه المهنة الإنسانية التي تضم آخرين ممن يخافون الله ويراقبونه في أعمالهم فيأخذون الحق المقرر لهم .
ورأيت في مجال المهن والصناعات والتجارة والخدمات مثل ذلك في استغلال مكشوف بينما المواطن الغلبان لا يجد من يحميه ! .
لا حل لهذا الا بتشديد الرقابة من الجهات ذات العلاقة من صناعة وتجارة وصحة وعمل وليتنا نعود لوزارة التموين كي نقضي على التلاعب المكشوف بالاسعار ، وعلى البضاعة المغشوشة والمنتهي تاريخها .
السمسرة مقبولة لمن يبيع لك بيتا” أو قطعة أرض مثلا” بنسبة تحددها الدولة . أما السرسرة فتحتاج الى قوة الذين أقسموا على كتاب الله أن يخدموا الأمة لا من يخدعوا الأمة .